قال الدكتور “عبد الله بوصوف” الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن “إريك زمور” بإعلان ترشحه لم يقدم مشروعا مجتمعيا يجيب عن انتظارات و قلق الشعب الفرنسي وإنما اكتفى بتقديم الإسلام والهجرة على أنهما سبب كل مشاكل المجتمع الفرنسي. وأنه استعرض كل الكليشهات المألوفة في أدبيات اليمين المتطرف لكن بلغة مباشرة يوجه بها صك الاتهام للهجرة والاسلام دون أي تحفظ او مواربة.

الدكتور عبد الله بوصوف اعتبر كذلك أن إعلان إريك زمور عن ترشحه جعل استعمال الهجرة كمشجاب تعلق عليه جميع مشاكل المجتمع الفرنسي يصل إلى نقطة اللاعودة في مأسسة العنصرية والتعصب والكراهية في الفضاء السياسي الفرنسي.

معتبرا هجومه على الأجانب بكل ما أوتي من قوة بلاغية ومعرفة تاريخية أظهر مدى جهله بالدور الكبير الذي لعبته الهجرة في بناء فرنسا اليوم.

الاجانب هم من ساهم في الإشعاع الثقافي الفرنسي عبر العالم

كما ذكره بأن الاجانب هم من ساهم في الإشعاع الثقافي الفرنسي عبر العالم بتبني اللغة الفرنسية وفي إطار الفرنكوفونية وذلك باغناء الثقافة الفرنسية بالتراث العالمي، مشيرا إلى الأعداد الكبيرة من المثقفين الذين حصلوا على جائزة الكونكور الفرنسية(الطاهر بنجلون، ليلى السليماني وفؤاد العروي كمغاربة).

وختم حصر الأدوار التي لعبها المهاجرون بالقول بأن الاجانب هم من ساهم في الإشعاع الرياضي لفرنسا، مذكرا بأن الفريق الوطني الفرنسي الذي حصل على كأس العالم الأخيرة يتكون من 90% من ذوي الأصول الأجنبية (وقبله جيل زيدان عميد الفريق الوطني الذي حصل على كأس العالم لأول مرة سنة 1998).

الدكتور عبد الله بوصوف قال أن ما تم ذكره من أدوار، يؤكد أن فرنسا ومستقبلها سيكون بالهجرة او لا يكون، لأن فرنسا اليوم تعيش في العالم ومع العالم. إذ نجد اليوم أكثر من 3,5مليون فرنسي يعيشون عبر العالم في إطار الهجرة الاقتصادية وتعتبر فرنسا من بين الدول الأولى في العالم المستفيدة من تحويلات المهاجرين.

ليخلص في الختام إلى أن جهل إريك زمور لا يؤهله للحديث عن فرنسا ومستقبلها، وهو ذي الأصول الجزائرية الذي وصلت عائلته إلى فرنسا بعد1954 اي عشرة سنوات بعد أن سالت دماء عشرات الألاف من الأجانب من أجل تحرير فرنسا مذكرا بأن مقابر فرنسا ما زالت شاهدة على ذلك حتى أصبح عدد من مات فداء لفرنسا الحامل لاسم محمد يفوق عدد من مات والحامل لاسم مارتن.

ودعا الدكتور بوصوف المجتمع الفرنسي إلى استرجاع روح الثورة الفرنسية ممن وصفهم بمخطتفيها من العنصريين وحفار القبور والشعبويين أمثال إريك زمور ومن هم في شاكلته.