حوار خص به يومية الراية القطرية، في عددها الإلكتروني لأمس الجمعة، تحدث لاعب المنتخب المغربي عز الدين أوناحي عن سر الفوز على إسبانيا. و العوامل التي ساهمت في هذا التميز الكبير للمنتخب المغربي خلال مونديال قطر. وما هي طموحات أسود الأطلس، وكيف يقيم الدعم الجماهيري الذي يصفه الكثيرون بأنه أبرز العوامل التي دفعت نجوم المغرب إلى تحقيق هذا النجاح التاريخي غير المسبوق. فضلا عن الحديث عن مواجهة البرتغال في ربع النهائي.  ومدى قدرة المغرب على تحقيق الفوز وبلغ المربع الذهبي. وفي مايلي نص الحوار:

 بدايةً، نباركُ لكم الفوز على المنتخب الإسباني والتأهل للدور ربع النهائي؟

أشكر الجميع على مشاعرهم الطيبة ودعمهم الكبير للمنتخب المغربي، الذي يمثل الكرة العربية في مونديال العرب هنا في قطر. ونشعر بسعادة كبيرة لإسعاد الشعب المغربي، وكل الشعوب العربية بعد التأهل إلى ربع النهائي.  فالمباراة كانت عبارة عن ملحمة كروي قدمها لاعبو المنتخب المغربي. حتى تمكنا من تحقيق هدفنا بالفوز والتأهل إلى ربع النهائي، في إنجاز تاريخي للكرة العربية والكرة المغربية.

ما هو السر في هذا التأهل غير المسبوق للكرة المغربية والعربية في كأس العالم؟

التأهل كان حلما بالنسبة لنا، وقد اجتهدنا جميعا من أجل تحقيقه. ونحن نلعب بروح جماعية وإرادة قوية من أجل تحقيق الفوز، وأنا سعيد بالتواجد مع هذه المجموعة الرائعة من اللاعبين. الذين يقدمون كل ما لديهم في كل مباراة من أجل تحقيق الفوز، وأتمنى أن يتواصل هذا النجاح حتى نواصل إسعاد الشعب المغربي كله.

هل تعتقد أن الدعم الجماهيري الكبير، الذي يلقاه المنتخب المغربي هنا في قطر من أسرار الفوز والتأهل؟

بالتأكيد، فالجمهور رائع للغاية، وفي مباراتنا أمام إسبانيا كان الدعم الجماهيري عظيما. وساعدنا بصورة كبيرة. ونحن نقدم الشكر بصورة كبيرة لكل هذه الجماهير التي وقفت إلى جانبنا وساندتنا، وكذلك الجمهور في المغرب ونتمنى أن نستمر في تحقيق الانتصارات حتى نسعدهم. ونحن نشعر بالفخر باهتمام كل الشعب المغربي بداية من جلالة الملك، حفظه الله، إلى كل الشعب في كل مكان في العالم. وإن شاء الله نكمل المسيرة ونواصل إسعاد الشعب المغربي في كل أنحاء العالم.

هل يمكن أن تخبرنا بالكلمات التي قالها المدرب وليد الركراكي للاعبين قبل المباراة وبين الأشواط، وكذلك قبل تسديد ضربات الترجيح؟

لقد حفزنا بصورة كبيرة، ومنحنا الثقة الكاملة، وقبل تسديد ضربات الترجيح طالبنا بالهدوء والتركيز. وقال لنا ابقوا هادئين من أجل التعامل مع الضربات الترجيحية بالصورة اللازمة، وقد نجحنا في ذلك وحققنا الانتصار.

 ماذا تقول عن المتألق ياسين بونو ودوره الكبير في التصدي لركلات الترجيح الإسبانية؟

ياسين بونو كان رائعا، فهو صاحب قدرات كبيرة وإمكانات مميزة في حراسة المرمى. وقد تألق بصورة كبيرة وتصدى لركلات الترجيح الحاسمة وقادنا للفوز والتأهل. وأتمنى له ولكل زملائي اللاعبين أن يواصلوا التألق وأن نحقق الفوز في مباراة الدور ربع النهائي من أجل استكمال حلمنا المونديالي.

ماذا تمثل لك على المستوى الشخصي مشاركتك في المونديال وخاصة في مباراة إسبانيا؟

شعور لا يوصف، وإحساس رائع فقد غمرتني كل معاني الفخر والشرف لي ولعائلتي، وأتطلع دائما من أجل تقديم كل ما عندي من أجل المنتخب الوطني، وأشكر كل من ساندني ودعمني وأطمح للنجاح، وأدعو الله أن يوفقني في مهمتي.

كيف ترى إشادة لويس إنريكي، مدرب المنتخب الإسباني، بمستواك بعد المباراة ؟

تلك الإشادة تمثل الفخر والسعادة، فأمر رائع أن يشيد بمستواك أحد المدربين العالميين، عقب المباراة القوية والتي حققنا خلالها فوزا تاريخيا على فريقه. وأنا دائما أحاول تقديم أفضل ما لدي من أجل المساهمة مع زملائي في تحقيق النتائج المرجوة.

 كيف ترى المواجهة المنتظرة أمام البرتغال في ربع النهائي؟

بالتأكيد ستكون مواجهة صعبة جدا، لكننا نستعد لها بالصورة اللازمة، ونتمنى أن نحقق الفوز ونتأهل للدور نصف النهائي ونواصل كتابة التاريخ، فبعد التأهل لربع النهائي كتبنا تاريخا جديدا للكرة المغربية، ونتمنى أن نواصل النجاح، وأن نعبر المباراة القادمة رغم قوتها وصعوبتها ، فاللاعبون «جيعانين»، ويعلمون جيدا أن بإمكانهم أن يفعلوا أكثر مما فعلوه، ولدينا كل الإمكانات التي تؤهلنا للوصول لأبعد مدى ممكن في البطولة التاريخية، فنحن الآن نسينا الانتصارات التاريخية، وما تحقق في البطولة أصبح من الماضي، وتركيزنا على مباراة البرتغال، وكيفية استعادة كامل طاقتنا من أجل تقديم أفضل مستوى يمكننا من تحقيق الفوز والعبور إلى المربع الذهبي.

وما هو هدفكم من المُشاركة المونديالية الآن؟

هدفنا هو الوصول لأبعد مدى ممكن في البطولة التاريخية، هدفنا هو إسعاد كل المغاربة، الذين لن يرضوا إلا بالانتصارات باستمرار، وبكل صراحة تتوفر لدينا الإمكانات لتحقيق أفضل النتائج.

 كلمة أخيرة؟

أتمنى أن يحالفنا التوفيق في المباراة المنتظرة أمام المنتخب البرتغالي. وأن نحقق فوزا تاريخيا جديدا يسعد كل الجماهير المغربية والعربية في كافة أنحاء العالم بالمشاركة التاريخية التي ستظل محفورةً في ذاكرتنا جميعًا.

اكتشاف خاليلوزيتش

حتى نهاية العام 2021، لم يكن أوناحي يملك اسما يذكر في الكرة المغربية. إذ كان خارج دائرة الأضواء في منتخب مدجج بالنجوم. لكن المدرب السابق للمغرب وحيد خليلوزيتش، فاجأ الجماهير المغربية و وسائل الإعلام., وهو يوجه الدعوة للاعب عز الدين أوناحي ضمن قائمة المنتخب المغربي. و التي كانت تستعد لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون.
ويوم 12 يناير وفي أول مباراة للمغرب في أمم إفريقيا، نال أوناحي شرف حمل قميص المنتخب لأول مرة في مسيرته. قبل أن تتواصل مشاركاته، حيث خاض مباراته رقم 14 مع المغرب أمام إسبانيا. ليكون أحد نجوم المغرب في المونديال.
وشارك أوناحي في مواجهة إسبانيا في وسط الملعب على مدار 119 دقيقة. ولمس الكرة خلالها 60 مرة، ومرر الكرة 42 مرة، الصحيح منها 32 بنسبة دقة بلغت 76%. وفقا لموقع سوفا سكور.
وفاز أوناحي بـ 7 التحامات ناجحة من أصل 10، وارتكب خطأَين وفاز بمثلهما. وفقد الكرة 14 مرة. واعترض الكرة مرة واحدة من لاعبي إسبانيا، وله 4 تدخلات أخرى.
وتظهر الخريطة الحرارية تحركات أوناحي مع المنتخب في معظم أرجاء الملعب. لكن كانت التحركات الأبرز في منطقة الوسط ناحية اليمين أمام منطقة جزاء فريقه. خلف حكيم زياش وأمام أشرف حكيمي. وهو ما يعكس الدور الذي لعبه لحماية زملائه وإفساد هجمات إسبانيا., في مواجهة الثلاثي جوردي ألبا، وبيدري، وداني أولمو.
وحصل أوناحي على تقييم 7.5 كثاني أعلى لاعبي المغرب خلف الحارس ياسين بونو الذي حصل على 8 درجات من 10.
ويمتاز عز الدين أوناحي باللعب في أكثر من مركز. وهو ما جعل البعض يطلق عليه «جوكر» المنتخب المغربي، حيث بإمكانه اللعب في مركز الوسط المدافع. بجانب الوسط المكلف بالربط بين الدفاع والهجوم، وأيضا الوسط المكلف بصناعة اللعب، والهجوم المتقدم.