أبدى الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني استعداده للوساطة لحل الأزمة بين الجزائر والمغرب، مؤكدا أنه يأمل “أن يأتي اليوم الذي تعود فيه اللحمة إلى اتحاد المغرب العربي، وتحقيق التكامل المنشود، تحقيقا لإرادة الشعوب وتجسيدا لأحلام الآباء المؤسسين”.

هذا الأمل، يصطدم مع رغبة الجزائر في بناء اتحاد جديد يستثني المغرب، وقد سبق لوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن حاول جر ليبيا إلى تأييد طموحه، لكن محاولته بائت بالفشل.

ويعتقد مراقبون أن الزيارة الأخيرة لرئيس الجزائر عبد المجيد تبون لتونس، تدخل في ذات السياق، ولكن لا يبدوا أن لتونس أيضا رغبة في المضي أبعد في معاكسة المغرب، خصوصا بعد الانتقاد الذي تلقته جراء موقفها حين التصويت على القرار الأممي الأخير بشأن النزاع حول الصحراء.

ومعروف أن الجزائر سعت دائما إلى جر موريتانيا إلى صفها تارة بالضغط عبر مسلحي جبهة البوليساريو، وتارة عبر الترغيب في منافع اقتصادية، وصلت حد محاولة لعب دور البديل عن المزود المغربي للسوق الموريتانية.

اليوم وبعد توجيه الدعوة للرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني لزيارة الجزائر، ليس سىرا أن رفاق شنقريحة يحاولون لعب خطة بديلة بإعادة التأثير على القرار الموريتاني، لكن الرئيس ولد الغزواني استبق الزيارة بتصريحات جريئة تقطع الطريق أمام أي محاولة لجر موريتانيا إلى اتحاد جديد يستثني المغرب.

محمد ولد الغزواني قال في حوار مع مجلة الاقتصاد والأعمال اللبنانية حول حالة الاتحاد المغاربي “يمكن تصور حجم الكلفة التي تدفعها شعوب المنطقة جراء عدم قيام اتحاد مغاربي قوي وفعال ومتكامل، ونحن ندرك الصعوبات التي تواجه هذا الحلم”.

وذهب في معرض حديثه إلى أبعد من التمسك بالاتحاد المغاربي الأصلي بالقول “نأسف للعقبات التي تقف في طريقه، كما نحن قلقون من عوامل التوتر التي تظهر من حين لآخر، ونعبر بشكل دائم عن أن بلادنا يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في استعادة اللحمة بين البلدان المغاربية، وقد ظلت مواقفنا تصب في هذا الاتجاه دائما”، لافتا “يجب أن نعتمد على حكمة هذين البلدين الشقيقين اللذين تربطنا بهما علاقات طيبة للغاية، نحن مستعدون إذا طلبا منا ذلك”.

إشارات ولد الغزواني تذهب في غير الاتجاه الذي أراده النظام الجزائري، وبالتالي فأقصى ما سيربحه هذا الأخير من الزيارة، هو فك نسبي للعزلة التي وضع نفسه فيها، بسبب سياساته العدائية ضد المغرب.