وجه النائب البرلماني العياشي الفرفار، في سؤال شفوي آني، إلى شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة, حول التلاعب في تذاكر مباراة المغرب وفرنسا. قائلا “الكثير من الأخبار والفيديوهات المتداولة على كافة المنصات ووسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي المتعلقة بشبهة التلاعب والسمسرة في تذاكر مباراة المغرب وفرنسا. وأن هذه التسريبات والأحداث غير الأخلاقية أضرت بسمعة المغرب وساهمت في خلق فوضى عارمة بقطر. وتسببت في معاناة المشجعين المغاربة، كما تسببت في إلغاء الرحلات المبرمجة إلى قطر”.

وأكد النائب البرلماني أن “ما وقع شكل صدمة للجميع، وأن تجار الأفراح هم أنفسهم تجار الأزمات. ينتعشون ويراكمون الأرباح على حساب الوطن وسمعة الوطن”. وأردف النائب البرلماني عن حزب الاستقلال أن “الأمر الصادم هو تداول وتسريب تسجيل صوتي منسوب لرئيس نادي كروي ومسؤول. وهو يساوم مشجعا مغربيا حول تذكرتين للدخول للملعب في مقابلة منتخبنا الوطني ونظيره الفرنسي”. وذلك في إشارة إلى رئيس أولمبيك آسفي، وعضو التجمع الوطني للأحرار، محمد الحيداوي الذي نسب إليه التسجيل المنتشر حول التلاعب في ثمن التذاكر.

وطالب البرلماني وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بـ”الكشف عن الخطوات التي تم اتخاذها في هذه النازلة. بما في ذلك التقدم إلى الجهات القضائية من أجل فتح تحقيق وترتيب الآثار القانونية”.

هذا وقرر حزب التجمع الوطني للأحرار، الجمعة 16 دجنبر 2022، إحالة البرلماني والعضو، محمد الحيداوي على لجنة التأديب والتحكيم بالحزب. وذلك على خلفية تداول تسجيل صوتي نسب للنائب البرلماني الذي يشتبه في تورطه في بيع تذاكر المونديال . و التي وفرتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالمجان قصد توزيعها على الجمهور المتواجد بقطر.

إحالة المعني بالأمر على أنظار اللجنة الجهوية للتأديب

وذكر بلاغ لحزب “الحمامة”، أنه “قرر إحالة المعني بالأمر على أنظار اللجنة الجهوية للتأديب والتحكيم بجهة مراكش أسفي. عملا بأحكام المادة 32 من النظام الأساسي للحزب، لتنظر في المنسوب للمعني بالأمر. وذلك “على إثر تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتسجيل صوتي من المحتمل أنه منسوب للسيد محمد الحيداوي عضو الحزب. ومضمونه التلاعب و بيع تذاكر لحضور مباراة في كرة القدم. ونظرا لما لهذا السلوك في حالة ثبوته من إساءة للصورة الباهرة التي بصم عليها منتخبنا الوطني”.

الحيداوي الذي يرأس كذلك نادي أولمبيك آسفي لكرة القدم، انتشر له تسجيل صوتي نسب إليه. وهو يتفاوض مع شخص يرغب في شراء تذكرة لحضور مباراة المغرب ضد فرنسا برسم مونديال قطر. مقترحا عليه ثمن 12 ألف درهم لتذكرتين، في الوقت الذي حصل فيه على التذاكر مجانا من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

سبق إدانته بسبب شيك بدون رصيد

هذا النائب البرلماني، والذي بعد إحالته على لجنة جهوية للتأديب في حزبه جراء الاتهامات التي نسبت إليه بشأن إعادة بيع تذاكر مقابلة منتخب المغرب في نصف نهائي مونديال قطر. وما يعنيه ذلك من تخلي الحزب عن عضوه، وتزايد المطالب بملاحقته من لدن النيابة العامة؟ يعاني هذا النائب عن دائرة آسفي، من تهديد جدي بفقدان مقعده في البرلمان بسبب دعوى ضده تستند إلى حكم قضائي نهائي ضده بثلاثة أشهر حبسا موقوف التنفيذ. إثر إدانته بتهمتي إصدار شيك بدون رصيد قيمته 12 مليون سنتيم، والنصب.

هذا الطعن يستند على حصول حكم قضائي منذ 2019، صدر في حق الحيداوي في جريمتي النصب وإصدار شيك بدون رصيد، على صيغته النهائية بصدور قرار محكمة النقض بشأنه العام الماضي. ويواجه الحيداوي تجريده من فقدان الأهلية الانتخابية إثر هذه الدعوى، وهو ما يؤول إلى عزله من مقعده في مجلس النواب.

وليس ذلك فقط، بل إن الحيداوي، وفي معرض دعم وجهة نظره بشأن براءته من هذه القضية، قال في تصريح لموقع “هسبريس”: “منذ أن وصلت إلى قطر صرفت 50 أو 60 مليونا”. أي حوالي 60 ألف دولار. البرلماني ساق المبلغ كحجة على عدم طمعه في مقابل تذاكر تباع بآلاف الدراهم.

الحيداوي، عضو في جامعة كرة القدم، وهي تتكلف عادة بمصاريف أعضائها الذين يشكلون الوفد الرسمي في مثل هذه المناسبات. لكن البرلماني أكد على أن مصاريفه المذكورة كانت من جيبه الخاص.

ويحدد مكتب الصرف بالمغرب الحد الأقصى للمخصصات المالية المسموح للمسافرين نقلها إلى الخارج في 100 ألف درهم كل عام، ويمكن لهذا المبلغ أن يصل إلى 300 ألف درهم بناء على شروط خاصة، ويمكن الاستفادة من هذه الميزة أثناء الرحلات الشخصية إلى خارج الوطن، من أي نوع سواء على المستوى السياحي، أو لتلقي العلاج، أو لأداء مناسك الحج أو العمرة، وغيرها.

 تصريح البرلماني يشكل انتهاكا محتملا

وتقول الاتهامات إن البرلماني أعاد بيع تذاكر منحت له مجانا، بمقابل يصل إلى 12 ألف درهم للتذكرة. لدعم مصاريف إقامته هو ومجموعة من أصدقائه تكفل برحلتهم إلى قطر. بعدما مر منتخب المغرب إلى دور الثمن، على خلاف ما كان متوقعا منه في ألا تطول مدة إقامته معية أصحابه، أسبوعا. أي إلى غاية المبارة الثالثة في دور المجموعات.

وتتصاعد المطالب بإطلاق مسطرة قضائية من لدن النيابة العامة، في حق هذا البرلماني. في وقت تخلى عنه حزبه وحيدا في مواجهة سلسلة المتاعب هذه.