تبعد قرية تناغمات بحوالي خمسة كيلومترات عن شلالات أوزود بإقليم أزيلال. يقود إليها طريق صغير ووعر يمكن أن تعبره السيارات ذات الدفع الــرباعي 4×4 . و هي تعرف عند المرشدين السياحيين ب “القرية المكسيكية”، نظرا لطرازها المعماري. فقد بنيت على منحدر، مما جعل الدور المبنية بالطين تتدرج. مشكلة بذلك مشهدا عمرانيا جميلا يمتلك صفات الدقة و الانسجام مع ما يحيط بها.

و أفاد أحد المهتمين بتاريخ المنطقة ل “المغرب 35″، أن الروايات التاريخية تتفق بأن القرية أنشئت حوالي القرن العاشر الهجري. قرب عين مائية و هي محاطة بجنان كبيرة توفر لأهلها نسبة هامة من مواد تغذيتهم.

و أضاف المتحدث أن زاوية تناغملت قد لعبت عدة أدوار في تاريخ المنطقة. حيث كانت مركزا للتعليم و الإرشاد. كما كانت تفض النزاعات الاجتماعية التي تنشب بين قبائل المنطقة.

القرية المكسيكية

وأبرز المتحدث ذاته، “القرية المكسيكية” قد عرفت بمكتبتها الكبيرة، التي احتوت على نفائس تراثية جعلتها قبلة للعديد من الباحثين و الكتاب الكبار أمثال طه حسين و الفقيه المنوني و محمد الفاسي و محمد بن تاويت و غيرهم، إلا أن هذه الزاوية خفت إشعاعها مما أدى إلى نقل أهم مخطوطاتها النفيسة إلى المكتبة العامة بالرباط خوفا عليها من الضياع.

من جهته أكد محمد من ساكنة المنطقة، على أن بناية الزاوية تصدعت جدرانها و غزتها الشقوق، مما يتطلب تدخلا استعجاليا لصيانتها و المحافظة على طبيعة طرازها المعماري و ذلك بالحفاظ على نفس المواد المستعملة في البناء، والحفاظ على نفس الهندسة المعمارية، و تجنب إدخال الإسمنت و المواد غير المتجانسة مع المحيط.

وشدد المتحدث نفسه، على ضرورة بدل الجهات المعنية بالثقافة والتراث مجهودات لا بد منها لتظل للقرية المكسيكية المكانة التي عرفتها على مر العصور كمركز لزاوية تناغملت في عهد مؤسسها الشيخ أبي عمران موسى بن يعقوب البوكمازي.

 

كمال عسو