تتوالى حوادث انتحار رجال الشرطة في المغرب فيما بات يشكّل ظاهرة تستحقّ الرصد و التحليل. فقد فتحت فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن المهدية بمدينة القنيطرة بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة  الخميس 5 ماي الجاري. وذلك لتحديد ظروف وملابسات وخلفيات إقدام مفتش شرطة على وضع حد لحياته باستعمال سلاحه الوظيفي.

و كانت مصالح الأمن الوطني قد باشرت إجراءات معاينة جثة مفتش شرطة يعمل بدائرة أمنية . بعدما تم العثور عليها داخل مسكنه بمدينة المهدية. وهي تحمل آثار طلقة نارية انطلاقا من سلاحه الوظيفي. وقد تم إيداع جثة الهالك رهن التشريح الطبي، في وقت يعكف فيه البحث القضائي على تحديد دوافع هذا الانتحار. كما تدقق المصالح الأمنية المختصة في المحيط الوظيفي والاجتماعي للهالك بحثا عن أية معطيات قد تساعد في كشف خلفيات هذه القضية.

ظاهرة انتحار رجال الأمن 

أحداث انتحار رجال الأمن باتت ظاهرة تردّدت مؤخّرا. فقد فتحت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة العيون بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، الشهر الماضي، في انتحار مفتش شرطة. و قامت  أجهزة الأمن بتحرياتها لتحديد ظروف وملابسات وخلفيات إقدام مفتش شرطة على وضع حد لحياته. وكانت مصالح ولاية أمن العيون قد باشرت إجراءات معاينة جثة الهالك داخل شقته، بعدما تم اكتشافها من طرف أحد زملائه. وتم العثور عليها معلقة في نافذة التهوية الداخلية دون أن تظهر عليها أية علامات للعنف أو المقاومة. و تم إيداع جثة الهالك بمستودع الأموات بالمستشفى رهن التشريح الطبي. بينما يعكف البحث حاليا على تحديد أسباب ودوافع هذا الحادث.

 محاولة انتحار بمراكش 

وكانت حادثة أخرى ، قام خلالها مفتش شرطة بمحاولة انتحار ، باءت بالفشل وذلك لأسباب غير معروفة. وكشفت المديرية العامة للأمن الوطني عن آخر تطورات واقعة إقدام مفتش شرطة على محاولة الانتحار من أعلى مبنى ولاية الأمن بمراكش. حيث أكدت في بلاغ صادر عنها أن الحادثة انتهت بسلام . وأضافت المديرية أنه جرى نقل مفتش الشرطة، الذي يعمل بالدائرة الأمنية الرابعة عشر بولاية أمن مراكش، إلى قسم الأمراض العقلية والعصبية بالمستشفى الجامعي. و أوضحت أنه ظهرت عليه أعراض الاضطراب النفسي ودفعته للتهديد بمحاولة الانتحار. وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن المعني بالأمر، الذي يتابع علاجا نفسيا، كان قد صعد إلى سطح بناية ولاية الأمن وهدد بالانتحار. مما دفع مصالح الأمن للدخول معه في عملية تفاوض، شاركت فيها أخصائية نفسية وأطر طبية، قبل أن تتمكن عناصر فرقة الأبحاث والتدخلات، وعناصر الوقاية المدنية من ضبطه وتفادي تعريض نفسه للإيذاء. هذا وقد فتحت مصالح ولاية أمن مراكش بحثا إداريا في النازلة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذا الحادث.

انتحار آخر ببوزنيقة

وفي حادثة أخرى، شبيهة بحادثة انتحار مفتش شرطة بالعيون، أقدم عنصر أمن  برتبة مفتش شرطة ممتاز على وضع حد لحياته. واستعمل مفتش الشرطة، المسدس الوظيفي لزميله في العمل أمام مفوضية الشرطة بمدينة بوزنيقة داخل سيارته. وأثارت الحادثة، حزن المقربين من زملائه في جهاز الأمن. في ظل الظروف الغامضة التي صاحبت إقدامه على الانتحار. و بهذا تكون حادثة انتحار المهدية هي الرابعة في غضون أشهر قليلة. ظاهرة تطرح العديد من التساؤلات…