مع نهاية العشر الأوائل من شهر رمضان، تأكد جليا لمشاهدي القناة الثانية 2M، رداءة ورتابة روزنامة البرامج التي أعدتها هذه الأخيرة لهذا الشهر الفضيل.

فرغم كم الانتقادات الهائل التي تلقتها وتتلقاها القناة الثانية في السنوات الأخير، خصوصا، على نوعية ومستوى برامجها الرمضانية، إلا أنها ظلت وفية لنهجها. لكن ما يميز هذه السنة عن سابقاتها. هو استنجاد الساهرين على برامج وسيتكومات رمضان، بمغنيين ومؤثرين. ليس بينهم وبين التمثيل والكوميديا غير الخير والإحسان. وذلك بغية جلب أكثر عدد من المشاهدات.

فبرنامج الكاميرة الخفية “مشيتي فيها”، ضاع في وحل “البرنغات” الصبيانية والمفبركة. مع تقديم دون المستوى وتجسيد غير متقن لسيناريو أصبح مكشوفا للمشاهدين. فبرنامج كهذا، وصل موسمه الثامن من “الحموضة” والضحك على ذقون الجمهور المغربي، وجب وضع نقطة نهاية له. ومعرفة من الجهة المستفيدة من برمجته كل سنة، وكم يكلف من أموال دافعي الضرائب. أما سيتكوم “ديرو النية”. فهو خليط غير متجانس من الشخصيات، مغنيين ومؤثرين وفكاهيين ويوتوبرز، نتج عنه “سخافة فنية” لم يسبقهم لها أحد.

ألم يستوعب بعد، القائمون على برامج القناة الثانية، أنه وجب احترام المشاهد المغربي، وتقديم برامج ترقى إلى مستوى تطلعاته؟

الجمهور يعود للأعمال “القديمة” في اليوتوب..

يأخذنا الحنين إلى أيام الزمن الجميل، أيام المسلسلات الراقية، سواء دينية أو درامية، البرامج الفكاهية والسيتكومات التي تسافر بنا في عالم من المرح والفكاهة. زمن كان يعطى كل ذي حق حقه، فلا نجد فيه متطفلات ومتطفلين على مجال التمثيل، يتباهون بعدد متابعيهم على مواقع التواصل الإجتماعي. وينقلون سخافاتهم من الشارع إلى موائد الإفطار. ويتم الدفع بهم رغم أنهم دون المستوى وبدون تكوين أكاديمي، بل الخطير أنهم يؤدون أدوار البطولة، بينما الممثل الذي لديه تراكمات وخبرات، يعيش البطالة والتهميش.

فما يهم الآن هو عدد المشاهدات وليس المحتوى، فالأعمال بالنيات. فكم من “روتيني اليومي” حقق ملاين المشاهدات، وكم من محتوى هادف لازال أصحابه يعدون متابعيهم على “آصابع اليدين”.

فوجب، على الجهات الوصية على القطاع السمعي البصري، التحرك لمراقبة ووقف مثل هذه ” البرامج ” لكي لا نصدم بعد مدة بجيل مشبع بالتفاهة، يجعل منا أضحوكة للزمن.