بعثة الوفد الصحافي بالكوت ديفوار.. تغطية أم تعرية إعلامية؟

 

أثارت عملية اعتماد بعثة الوفد الإعلامي المغربي من أجل تغطية النسخة الـ 34 لكأس إفريقيا للأمم التي تحتضنها الكوت ديفوار. استياء واستنكارا واسعين في صفوف عدد من الإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. الذي اعتبروا الامر مسيئا للجسم الصحفي الرياضي المغربي. ولا يتماشى مع روح العمل الصحفي القائمة على الحرية والمسؤولية بدل الضبط والتجنيد.
ووجه عدد من الاعلاميين في البعثة الصحافية رسالة استغاثة للوزير الوصي على القطاع. من اجل وضع حد لهذا النوع من الممارسات البائدة التي لم تشهدها أشد الدول ديكتاتورية. مشيرة إلى أن هناك تمييز بين الصحافيين حيث تم تقسيم البعثة إلى فئتين وفق معايير غريبة وشاذة :فئة محظوظة تم إيواؤها بفندق من الطراز الرفيع. والفئة الأخرى من 65 فردا تم رميها في فندق خارج التصنيف ومن النوع الرديء جدا، ولا يصلح للإقامة نهائيا”.
وسجلت البعثة عددا من الاختلالات التي صاحبت عملية إيواء الصحافيين الذين من المرتقب ان يقضو مدة طويلة رفقة المنتخب الوطني. إذ أن هناك غرف بدون نافذة. والأكل عبارة عن سندويتشات تقدم للصحافيين على متن “بانيو” في سطح الفندق بالاضافة إلى صراعات على تحصيل الوجبات الرديئة أصلا..
وفي المركز الإعلامي تضيف ذات المصادر فالصحافيون المرميون في الفندق الكارثي. قاموا بالاحتجاج بالفندق الفخم الذي يقع في منتجع سياحي يطل على البحر ويقيم فيه رئيس البعثة وحواريوه. ويطالبون من نصب نفسه رئيسا للبعثة باتخاذ الإجراءات الضرورية لتخليصهم من جحيم الإقامة مشيرة إلى أن الفندق لا يحمل من الصفة الا الاسم.

 

اللهم إن هذا منكر

وفي سياق متصل نشر عمر لبشيريت تدوينة عبر صفحته بالفيسبوك، بعنوان “اللهم إنا هذا منكر”، وقال :”المفروض، بل المعمول به لدى الصحافة التي تحترم نفسها، أن تتحمل الجريدة او القناة مصاريف وتكاليف ولوجيستبك صحافييها، ضمانا للاستقلالية والمهنية وتجنب “تضارب المصالح”.
وأضاف لبشيريت “منظر ما سمي ب ” الوفد الإعلامي الرياضي الرسمي” وهو باللباس الموحد والدقايقية ويستمعون لكلمات توجيهية، مثل أطفال ذاهبون لمخيم بن صميم آو تلاميذ مدرسة في رحلة إلى الواد المالح، يثير الشفقة والحسرة والألم. الصحافيون ليسوا منتخبا و لا يخوضون حربا، مهتمهم تغطية حدث رياضي باستقلالية وموضوعية وتجرد وليس مواجهة عدو. هم يمثلون منابرهم ومسؤولون أمام قرائهم، وليس أمام من “تبرع” عليهم ب كيطمة وحجز لهم فندقا وطائرة خاصة. هل سنضمن حيادهم؟ نزاهتهم ؟ وأمانتهم في نقل ما يجري بالكوت ديفوار؟ أم أننا سنكون أمام كورال ” العام زين” و” الله يخلف على من أنفق”.
وتابع قائلا: قد شاهدنا بداية “إرجاع المصعد” خلال الجلسة التوجيهية قبل المغادرة نحو الكوت ديفوار.
مصيبة والله، الفرق بين تسهيل مهام الصحافيين شيء وجمع الصحافيين وإلباسهم زيا موحدا وإلقاء الخطب الحماسية فيهم وتذكيرهم بمهمتهم “الوطنية” كأنهم محاربون، مثل هاته المشاهد لا يمكن مشاهدتها إلا في كوريا الشمالية، حتى القذافي لم يكن يفعلها…
اتقوا الله في الصحافة، هذه إساءة للصحافيين.