أوضح المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بتنسيق مع مديرية التراث الثقافي عن نتائج بحثه بشأن حجرة منقوشة بكتابة أمازيغية قديمة، عثر عليها بإقليم الجديدة مطلع شهر فبراير الجاري.

و كشف المعهد في بيان له أن “صور الحجرة التي تحمل كتابة “تيفيناغ” هي شاهد قبر يحمل نقيشة جنائزية عبارة عن سطر عمودي. و مكتوبة بالحروف الليبية وهي الحروف التي كتبت بها اللغة الأمازيغية قديما و التي اشتقت منها حروف “تيفيناغ”.

و أضاف نص البيان أن ”لنقيشة المذكورة تنتمي إلى الحقبة القديمة السابقة على مجيء الإسلام. وهي مشابهة من حيث نوع ومميزات الأبجدية الليبية المستعملة فيها لنقائش أخرى عثر عليها سابقا. بكل من عين الجمعة (في الجنوب الغربي من الدار البيضاء) و سيدي العربي بضواحي المحمدية و النخيلة بمنطقة سطات و سوق الجمعة بمنطقة المعازيز، إلخ”.

و تابع المصدر أن “هذه الوثائق تكتسي جميعا–رغم أن رموز كتابتها لم تفك بعد- أهمية كبيرة من الناحية التاريخية والثقافية والكتابية. إذ تعتبر مؤشرات واضحة و دلائل ملموسة حول تعمير المنطقة. خلال الحقبة القديمة . و حول تداول الكتابة الأبجدية الليبية. و يمكن أن تسهم مستقبلا في تسليط الضوء على خصائص اللغة الأمازيغية القديمة. التي لا زالت معرفتنا بها جد محدودة”.

و أكد المعهد أن “البحث جاء بعد تداول وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع لصور حجرة تحمل كتابة “تيفيناغ” نشرت لأول مرة يوم 6 فبراير 2023 . في صفحة جريدة إلكترونية على الفايسبوك مع تعليق قصير يشير إلى أنها اكتشفت في “منطقة الولجة، سيدي عابد، دكالة”.

وأشار البيان إلى أن “المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بتنسيق مع مديرية التراث الثقافي بادرا إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة. للتحقق من مكان الاكتشاف وللوصول إلى الحجرة قصد دراستها وتوثيقها. حيث قامت المصالح الجهوية لقطاع الثقافة-وزارة الشباب والثقافة والتواصل-بتحريات موسعة في عين المكان بتعاون مع السلطات المحلية بإقليم الجديدة. و لكنها لم تمكن من الحصول على معلومات واضحة و أكيدة حول الحجرة المذكورة”.