أقر المركز السينمائي المغربي بخرق سافر لوزارة الثقافة، فيما يخص الوحدة الترابية للمملكة، بسبب فيلم “زنقة كونتاكت” المغربي، الذي تضمن أغنية لمغنية موالية للبوليساريو مع الإشادة بها من طرف بطلة الفيلم، ما أثار حفيظة عدد من المغاربة والمتتبعين للشأن الثقافي والفني بالبلاد.

ويبدو أن أخطاء الوزير الوصي على قطاع الثقافة، محمد بنسعيد، الذي يقع تحت وصايته المركز السينمائي المغربي، لا تزال مستمرة واحدة تلو الأخرى، دون أن يكلف نفسه عناء التوضيح أو الإعتذار للمغاربة الذين يتم تمويل هذه الأعمال بأموالهم التي يدفعونها كضرائب.

وبعد الضجة التي أحدثها الفيلم الذي حاز على عدد من الجوائز وتم رصد دعم له بقيمة 4 ملايين درهم و200 ألف، خرج المركز السينمائي محاولا تداري هذه الفضيحة الجديدة، حيث أقر أن الفيلم تخللته موسيقى انفصالية، إلا أن الأمر بحسبه، لم يكن في السيناريو الأول الذي عرض على اللجنة والتي تكونت أيضا من ممثلي وزارة بنسعيد.

وقال المركز في بيان له أن لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية المستقلة قامت بمعاينة العمل السينمائي “زنقة كونتاكت” وقررت بالإجماع الموافقة على مضمونه ومنحه الدعم الكامل.

و بـــرر الأمر على أن العمل آنذاك أي قبل الانتاج لم يتضمن نهائيا أي إشارة لموسيقى مريم منت حسان، وإنما مقطع لأغنية “سيدي رداد” للمغني فاضول، وهي أغنية لا تتضمن أي إساءة لثوابث الأمة المغربية، بحسب ذات المصدر.

وعلى إثر ذلك، ومن أجل طي صفحة هذه الفضيحة، قرر المركز السينمائي المغربي تعليق تأشيرة الإستغلال التجاري والثقافي للشريط السينمائي لـ “زنقة كونتاكت”، مع تعليق العرض التجاري والثقافي للعمل السينمائي وطنيا و دوليا، والذي كان قد منح له خلال الولاية الحكومية الحالية، أي بعد تولي بنسعيد لهذا القطاع.

كما أورد أنه تم توجیه إنذار لشركة الإنتاج من أجل تعديل نسخة الفيلم خلال 48 ساعة قصد مطابقتها مع السيناريو الأصلي للعمل الذي نال به الدعم العمومي و رخصة تصويره، إلى جانب تعليق البطاقة المهنية لمخرجه إسماعيل العراقي.

وقال المركز السينمائي المغربي في بيان إنه يحتفظ بحقوقه المؤسساتية في مباشرة مسطرة المتابعة القانونية ضد المنتج والمخرج من أجل فعل “تغيير وتعديل معطيات ومضمون وحوار وصوت سينمائي وسمعي بصري خارج المقتضيات المؤسسة للترخيصات المنظمة قانونيا”.

وجاء في البيان، أيضا، أنه اتضح للمركز السينمائي المغربي أن الشريط السينمائي “زنقة كونتاكت” يتضمن “خيانة للنص والحوار والصوت المحدد سلفا بسيناريو العمل المرخص له “لأسباب مشبوهة” من طرف المنتج و المخرج.

يذكر أن خطايا بنسعيد التي جرّت عليه وابلا من الإنتقادات وصلت حد مطالبته بالإستقالة، كانت عقب الفضيحة التي تسبب فيها مغني الراب طه فحصي، المعروف بطوطو، حيث روج لتعاطي المخدرات والتشجيع عليها في ندوة صحفية من تنظيم وزارة الثقافة على هامش مهرجان بالرباط، والذي تخلله استخدامُ قاموسٍ نابيٍّ أمام جمهور غفـــير من الشّباب والمُـــراهقين.