دق تقرير مهمة استطلاعية برلمانية، ناقوس الخطر، حول الوضع المأساوي، الذي بات يعيش على وقعه مصب وادي أم الربيع، ثاني أكبر الأنهار في المغرب.

وكشف تقرير المهمة الإستطلاعية؛ بناء على زيارة ميدانية؛ أن الوادي، الذي يبلغ طوله أكثر من 555 كلم من منابعه بخنيفرة إلى مصبه بمدينة أزمور. صار ”بركة آسنة مملوءة بالنفايات ومياه الصرف الصحي، مما أدى إلى نفوق الأسماك وانبعاث الروائح الكريهة”.

وأظهر تقرير لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة بالبرلمان، أن قيام فلاحين كبار بتشييد سدودا خاصة لسقي هكتارات من الأراضي. ساهم كذلك، وبشكل كبير في جفاف نهر أم الربيع. مشيرا إلى أن قلة التساقطات ”بريئة” مما وصل به الوادي., لأن المنطقة ”مرت بسنوات جفاف في السابق، ولم ينخفض منسوب الواد ولم يصل إلى الوضعية الحالية”.

وقال التقرير إن جمعيات محلية تخوض معارك ضد كبار الفلاحين الذين يستنزفون واد أم الربيع، بمنطقة شبوكة. على بعد 3 كيلومترات من المصب.

وأشار التقرير إلى أن عوامل عديدة، ساهمت في انخفاض النهر وتراجعه مياهه إلى أن برزت الأرض. وصار بالامكان اجتيازه على الأرجل، منها تشييد سدي المسيرة وسيد الضاوي.

كما أن تشييد الجرف الأصفر، ثم أخذ الحصى الصخور التي كانت تشكل حاجزا أمام الرمال. سمح للتيار البحري بجر الرمال إلى المصب.

وأبرز التقرير أن تبني ”الحلول الترقيعية غير المدروسة”، لن تفيد في شيء. حيث يتم جرف الرمال ووضعها في جنبات البحر، بدل وضعها في أماكن بعيدة. فتعمل الأمواج على دفعها إلى المصب مرة أخرى.

المطلوب هو “حلّ شمولي”..

وطالبت اللجنة الاستطلاعية في فتح المصب حتى يعود الواد لحالته الطبيعية، والإسراع في إنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة، وبحل جذري شامل من خلال تأهيل النهر كما تم في واد أبي رقراق بالرباط وسبو في القنيطرة.

وشددت على أن الحل يجب أن يكون ”شموليا” من خلال إحداث وكالة خاصة بمصب نهر أم الربيع تضم القطاعات والمؤسسات المعنية وباقي المتدخلين، وتناط إليها جميع العمليات لإرجاع الحياة إلى النهر.

وأثار تسريب التقرير للصحافة، غضب رئيس مجلس النواب، راشد الطالبي العلمي، الذي قرر عدم عرضه للمناقشة العامة، بسبب تسريبه للصحافة.

واتخذ مكتب المجلس، القرار في اجتماعه الأخير، بعد أن تسربت مضامينه للصحافة قبل  حتى أن يطلع عليه البرلمانيين.

وتساءل البعض عن ما المعضلة في كشفه للصحافة والعموم .انها لجنة استطلاعية وليست لجنة لإقصاء الحقائق.وبغض النظر عن هذا فإن الكل أصبح يعرف جفاف الأنهار وندرة المياه.