161
بلغت نسبة نجاح التلميذات بالتعليم العمومي والخصوصي. اختبارات الدورة العادية لامتحان نيل شهادة البكالوريا لسنة 2023. 63,83 في المائة من مجموع الممدرسات اللواتي اجتزن هذه الاختبارات. بينما بلغت هذه النسبة لدى الذكور 54,89 في المائة. وهو ما يطرح عددا من الاسئلة حول ارتفاع نسبة نجاح الفتيات وتدنيها في المقابل لدى الذكور. وكذلك حول دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في المجتمع المغربي
ضعف مؤسسات الضبط الاجتماعي
وفي هذا السياق كشف الباحث السوسيولوجي رشيد الفقير في تصريح لـ”المغرب 35″. أن هذه النتيجة التي يتم تسجيلها خلال الأربع أو خمس سنوات الأخيرة. والمتعلقة بتفوق نسبة التلميذات اللواتي ينجحن في الدورة العادية لامتحانات البكالوريا. مقارنة بالذكور، مرده إلى تراجع أدوار مؤسسات الضبط الاجتماعي. بتعبير الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو. وأن مؤسسات التنشئة الاجتماعية التقليدية (الأسرة والمدرسة). لم تعد قادرة على ممارسة أدوارها في ضبط وتهذيب الذكور خصوصا. أو أن لم تستطع لحدود الساعة مواكبة التغير الاجتماعي الذي يحدث في صفوف هذه الفئة الاجتماعية المهمة في الهرم الاجتماعي للمجتمع المغربي
وأضاف الفقير أن مؤسسة الأسرة خاصة. وبالنظر الى طبيعة المجتمع المحافظة (جزئيا). لم تعد لها القدرة في السيطرة على الذكور. مع الانتشار الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي. التي تعتبر منافسا جديا وخطيرا للدور الذي يجب أن تقوم به الأسر في توجيه أبنائهم وحثهم على التحصيل الدراسي والتفوق في مسارهم الأكاديمي.
لم يعد للأسرة المغربية من أدوار في تربية أبنائهم
وكشف ذات المتحدث أنه أمام هذا الوضع. لم يعد للأسرة المغربية من أدوار في تربية أبنائهم. خاصة الذكر و بشكل نسبي لا تزال هذه الأدوار قائمة على الإناث. اللواتي يجدن أنفسهن مرة أخرى. من أجل تحقيق نوع من الاستقلالية والحرية. أمام محك النجاح في امتحان البكالوريا وماتمنحه هذه الاخيرة من إمكانيات للتنقل. إلى مدن أخرى لإتمام دراساتهن العليا والجامعية. وعليه يصير الحصول على شهادة البكالوريا رهانا يجب إنجازه للوصول إلى غايات اخرى.
وأشار الباحث السوسيولوجي إلى أنه في السنوات الاخيرة. تم تسجيل عدد من حالات اعتداء التلاميذ الذكور على الاساتذة، وناذرا ما يكون الامر مرتبطا بتلميذات. إن لم يكن منعدما. وهو ما يفسر أن الانضباط داخل فصول القسم مرتبط بدرجة أكبر لدى التلميذات، مقارنة مع التلاميذ الذين يجدون انفسهم محاصرين بمؤثرات اخرى تربك عملية تحصيلهم العلمي ويحاولون عبرها إثبات الذات من خلال ممارسات وسلوكات لا تمت بصلة للمؤسسة التعليمية. ما يفسر وإن بشكل مرحلي مادمنا لا نتوفر على معطيات دقيقة حول نسبة نجاح الاناث من حيث المجال الجغرافي والانتماء الاجتماعي والوسط العائلي وتمدرس الأباء وغير من المتغيرات الكفيلة بتفسير هذه النتائج المحصل عليها.