أصدرت المحكمة الابتدائية بالرباط، حكما قطعيا بعدم الاختصاص مع حفظ البت في الصائر. في القضية المرفوعة ضد الشركة الوطنية للتلفزة المغربية، والمتعلقة بوقف إذاعة مسلسل “فتح الأندلس”.

وكانت المحكمة قد قررت حجز الملف المتعلق بالمطالبة بوقف مسلسل “فتح الأندلس ” على القناة المغربية . وذلك من أجل المداولة أو التأمل، حيث حددت الجمعة 22 أبريل تاريخا للنطق بالحكم في الدعوى المرفوعة ضده.

و أثار المسلسل لمخرجه محمد سامي العنزي جدلاً هائلاً لم يسبق أن رافق أي عمل درامي في تاريخ المشاهدين المغاربة.ولا يزال هذا الجدل مستمراً مع مواصلة عرض المسلسل خلال الشهر الفضيل.

ورفع مواطن مغربي يدعى رشيد بوهدوز دعوى استعجالية للقضاء ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية. التي تبث مسلسل “فتح الأندلس” على القناة الأولى خلال شهر رمضان. و ذلك بعد  الانتقادات الواسعة.  التي انهالت على العمل الدرامي المستوحى من أحداث تاريخية.  و كان العديد من المتابعين قد اعتبروا بأن المسلسل يعجّ ب “مغالطات” تاريخية.

و قال محمد ألمو، و هو محامي بهيئة الرباط، و ينوب عن بوهدوز في مقال استعجالي. أنه رفع لرئيس المحكمة الابتدائية بالرباط دعوى ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، بخصوص المسلسل المذكور.

وأوضح المحامي في الدعوى المذكورة، أن رشيد بوهدوز وهو مواطن مغربي وفاعل جمعوي وسياسي . مھتم بالدفاع عن الھوية الوطنية وثوابت المملكة المغربية يطالب بإيقاف المسلسل.

وأضافت الوثيقة أن هذه الدعوى تأتي “بحكم تشبّع العارض بھذا الوعي الھوياتي فقد فوجىء وھو يتابع البرامج الرمضانية على القناة الاولى التابعة للمدعى عليھا ببث و عرض مسلسل تاريخي بعنوان ” فتح الأندلس “. يعرض بعد الإفطار طيلة شھر رمضان على مدار 33 حلقة”.

وتابع المحامي في المقال  أن ” المسلسل الذي تم تقديمه من طرف صانعيه كونه يحكي قصة القائد طارق ابن زياد. خلال رحلة فتحه للأندلس.  باستعراض أحداث ووقائع تعكس الصعوبات التي واجھھا في ھاته العملية . ضمن فترة التحضير لعبور البحر عن الحقبة التاريخية الواقعة بين 96 و89 ھجرية و 709 إلى غاية 715 ميلادية. حظي بمتابعة كبيرة بحكم بثه أثناء عملية الإفطار التي تشكل ذروة المشاهدات التلفزيونية من طرف مختلف فئات المجتمع المغربي”.

مما يجعله، يردف المحامي، “في وضع متميز من حيث تأثير محتوياته على جمھور واسع من المغاربة. وعلى امتداد الحلقات المعروضة لحدود الآن”.  مسترسلا “تفاجأ العارض ومعه أغلب متابعي المسلسل أنه يتضمن محتوى لا ينسجم مع ثوابت التاريخ العريق لبلادنا. إذ أن أحداث ھذا المسلسل والشخصيات التي لعبت الدور المحوري فيھا تنشر مضامين تحتوي على عدة مغالطات تاريخية مسيئة للبديھيات التاريخية والجغرافية للمغرب . ومخالفة بذلك ما اجمعت عليه اغلب المصادر التاريخية العلمية.  والتي أرخت لألحداث التي يتناولھا المسلسل المذكور”.