قرّر القضاء التونسي حظر السفر على 34 متهما في قضية تتعلق باغتيال معارضَين سياسيَين. وشمل الإجراء رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي الذي ينتقد بشدة قرارات الرئيس قيس سعيّد.

وقالت المتحدثة باسم محكمة ولاية أريانة فاطمة بوقطاية لفرانس برس “أصدر قاضي التحقيق قرارا يقضي بتحجير السفر على جميع المتهمين المشمولين بالتتبع في قضية ما يعرف بالجهاز السري”.

وأضافت أنه “يتهم في القضية 34 شخصا من بينهم راشد الغنوشي”.

ويقاضى المتهمون بتهم التستر والحصول على ملفات وأدلة تدين أشخاصا. في عملية اغتيال المعارضَين اليساريَين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013.

وفتحت السلطات القضائية التحقيق في هذه القضية في يناير الفائت. وكانت هيئة الدفاع المتكونة من محامين عن السياسيَين الراحلين قد عرضت في مؤتمر صحافي عام 2018. ما قالت إنها أدلة تفيد بوجود تستر في عمليتي الاغتيال.

وكانت وزارة الداخلية التونسية أكدت عام 2013 أن قيادات في تنظيمات إرهابية هي من نفذت عمليات الاغتيالات. و التي أدخلت البلاد في أزمة سياسية خرجت على إثرها النهضة من الحكم.

راشد الغنوشي ولد راشد الخريجي، ولد في 22 يونيو 1941 بالحامة. و هو سياسي ورجل دولة وحقوقي ومفكر إسلامي تونسي. زعيم حركة النهضة التونسية. كما شغل منصب رئيس مجلس نواب الشعب بين عامي 2019 و2022.

منذ بداية مسيرته السياسية في 1969، تعرض الغنوشي للاعتقال والتعذيب في الثمانينات. وحُكم بالإعدام مرتين في التسعينات. مما أجبره على البقاء في المنفى في لندن لمدة 21 سنة بين 1989 و2011. عندما عاد لبلاده إثر نجاح الثورة التونسية.

يعتبر الغنوشي من أهم المفكرين المعاصرين في أوساط الإسلام السياسي، ومجددا في مواضيع الحريات والعلاقة بين الديمقراطية والإسلام، وله باعٌ طويل في الكتابات الفكرية حيث نشر أكثر من عشرين كتابا. لعب راشد الغنوشي دورا محوريا في فترة الانتقال الديمقراطي في تونس بعد الثورة، خاصة أثناء الترويكا، ثم في فترة «التوافق» التي جمعته بالرئيس الباجي قائد السبسي.