بعد عام و بضعة اشهر، شارف صاحب اول كتفين وذراعين مزروعتين في العالم على الشفاء. في نجاح عملية زرع اعتبرها العلماء مذهلة ومبشرا لملايين البشر ممن فقدوا أعضاء مشابهة. و أصبح الرجل الأيسلندي قادرا على ممارسة الرياضة في النادي، وحمل أحفاده بين أحضانه.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن فيليكس غريتارسون، الذي يبلغ 49 عاما، تعرض لبتر ذراعيه سنة 1998 إثر حادث شغل خلال وجوده في العمل في أيسلندا.
و كان غريتارسون كهربائياً يعمل على خط كهرباء عالي الجهد . عندما أدى ارتفاع الفولت لـ11 ألفاً إلى حرق يديه وقذفه على الأرض الجليدية. ما تسبب في إصابته بكسور متعددة وإصابات داخلية. و دخل في غيبوبة لمدة ثلاثة أشهر بتر خلالها الجراحون ذراعيه ثم خضع لعدة عمليات جراحية، منها زراعة الكبد.
وبعدما قضى سنوات من دون ذراعين، استطاع الرجل أن يقنع جراحا في فرنسا بإجراء عملية جراحية معقدة لزراعة كتفين وذراعين، في تدخل طبي استغرق 15 ساعة.
و أجريت الجراحة في يناير 2021، ويقول الأطباء إنهم مذهولون من النتيجة الإيجابية لأن الرجل صار بإمكانه الإمساك بالفرشاة و غسل أسنانه، كما يستطيع أن يلقي كرة إلى كلبه و بوسعه أيضا أن يحتضن أبناءه وأحفاده.
و تمكن فيليكس من احتضان ابنته لأول مرة منذ سنوات، لأنه أصيب في الحادث عندما كانت في شهرها الثالث فقط.
نظرة جديدة للعالم
و قال الرجل المتعافي إنه “ليست هناك كلمات تكفي لوصف ما كنت أشعر به عندما كنت أرى أبنائي وهم صغار يبكون، لكنني في حالة عجز وعدم قدرة على حملهم”.
وأضاف “الحياة تصبح على قدر كبير من التعقيد عندما يفقد الإنسان يديه. فحتى عملية حك الرأس أو الأنف تكون صعبة، لكنني أستطيع أن أقوم بذلك الآن”. و تابع فيليكس “عندما أضع اليوم يدي في المغسلة فإني أحس بالحرارة على الفور”.
و أوضح فيليكس أنه قضى أشهرا وهو يحاول القيام بحركات اليد أملا في أن تستجيب له. ثم تعافى تدريجيا حتى صار سعيدا بقدرته على القيام بعدة أمور.
وفي العام 1998، شهدت ليون أيضاً أول عملية زرع يد أجراها فريق البروفيسور جان ميشال دوبرنار. الذي عاد وأجرى في يناير/ كانون الثاني عام 2000 عملية زرع أخرى لليدين والجزء السفلي من الساعد.
أما أول عملية زرع في العالم للذراعين معاً فكانت في يوليوز 2008 في ألمانيا. وأجريت لمزارع بترت ذراعاه بعد حادث تعرض له خلال عمله.