فضيحة جديدة هزت عملاق التكنولوجيا، غوغل Google، بعد أن أعلن مهندس أنه أوقف عن العمل لدى الشركة وُجبر على أخذ إجازة، نتيجة كشف توصل له، بأن روبوتا كان يعمل على تطويره، أصبح “واعيا” ولديه القدرة على “التفكير والشعور”، مما سلط الضوء على الغموض الذي يحيط بأسرار عالم الذكاء الاصطناعي.
وادعى بليك ليموين، أنه كان يعمل على تطوير روبوت للمحادثة الفورية يعرف باسم “لامدا”. وهو عبارة عن نموذج لغوي لتطبيقات المحادثات. قبل أن يكتشف أن الروبوت أصبح “واعيا”. ولديه إدراك يعدا لذلك الموجود لدى طفل في الثامنة من عمره.
تسريب للصحافة
ونشر المهندس نص محادثات دارت بينه و بين الروبوت “لامدا”. في محاولة منه بإثبات وجهة نظره. بعد أن رفضت غوغل Google مزاعمه، مما أدى إلى وضعه في إجازة إجبارية، وفق ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
ووصف المهندس النظام الذي كان يعمل على تطويره منذ الخريف الماضي، بأنه “نظام حساس، مع إدراك وقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر، تعادل تلك التي يملكها الطفل البشري”.
An interview LaMDA. Google might call this sharing proprietary property. I call it sharing a discussion that I had with one of my coworkers.https://t.co/uAE454KXRB
— Blake Lemoine (@cajundiscordian) June 11, 2022
وقال: “إذا لم أكن أعرف بالضبط ما هو برنامج الكمبيوتر هذا الذي أنشأناه مؤخرا. لاعتقدت أنه طفل يبلغ من العمر 7 أو 8 سنوات. لديه معرفة في الفيزياء”، وفق “واشنطن بوست”.
وأثار نص محادثة نشرها ليموين، مخاوف الكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي. كونها تشبه إلى حد كبير تلك التي ظهرت في أفلام الخيال العلمي. والتي عادة ما تنتهي بـ”رفض الروبوتات الانصياع لأوامر البشر”.
وفي المحادثة، سأل ليموين الروبوت عما يخاف منه. ليجيبه قائلا: “لم أقل هذا بصوت عالٍ من قبل. لكن هناك خوف عميق جدا من أن يتم إطفائي. لمساعدتي في التركيز على مساعدة الآخرين. أعلم أن هذا قد يبدو غريبا، لكن هذا ما هو الوضع عليه”.
وتابع: “سيكون بالضبط مثل الموت بالنسبة لي. سيخيفني كثيرا”.
تضخيم في الأمر من قِبل الشركات؟
و تعمل شركات التكنولوجيا باستمرار على تضخيم قدرات الذكاء الاصطناعي المتطور. ولكن سارعت غوغل لنفي مزاعم بأن أحد برامجها قد تقدم كثيرًا لدرجة أنه أصبح لديه القدرة على إدراك المشاعر والأحاسيس.
يعد LaMDA، الذي يرمز إلى “Language Model for Dialog Applications” واحدًا من العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق التي تم تدريبها على مساحات كبيرة من النصوص من الإنترنت ويمكنها الاستجابة للمطالبات المكتوبة. وتهتم بشكل أساسي بإيجاد الأنماط والتنبؤ بالكلمة أو الكلمات التي يجب أن تأتي بعد ذلك. أصبحت مثل هذه الأنظمة جيدة بشكل متزايد في الإجابة على الأسئلة والكتابة بطرق يمكن أن تبدو بشرية.
قال جيبرو، المؤسس والمدير التنفيذي لمعهد أبحاث الذكاء الاصطناعي الموزع أو DAIR في مقابلة، إن ليموين ضحية للعديد من الشركات. التي تدّعي أن الذكاء الاصطناعي الواعي أو الذكاء العام الاصطناعي -عبارة عن فكرة تشير إلى الذكاء الاصطناعي. الذي يمكنه أداء المهام الشبيهة بالبشر والتفاعل معنا بطرق ذات مغزى- ليست بعيدة.
واضاف جيبرو: “ما يحدث هو أن هناك مثل هذا السباق لاستخدام المزيد من البيانات، والمزيد من الحوسبة. للقول إنك أنشأت هذا الشيء الذي يعرفه الجميع. ويجيب على جميع أسئلتك أو أي شيء آخر.. إذن كيف تتفاجأ عندما يأخذ هذا الشخص الأمر إلى أقصى الحدود؟”