بعد الإنتصارات المتتالية للمغرب سياسيا ودبلوماسيا على النظام الجزائري بقيادة صاحب الجلالة، ومحاصرته وعزله إقليميا وقاريا ودوليا. إضطر هذا النظام الهجين تغيير إستراتيجية حروبه ضد المغرب عبر خوض حرب إعلامية شرسة وقذرة ضد المملكة ومقدساتها. أساسها التضليل ونشر الأخبار الزائفة والتشويش وإثارة البلبلة والتأثير على الرأي العام والتهييج. آلياتها الإعلام الجزائري بكل أصنافه،وبعض الإعلاميين والمفكرين وبعض المؤسسات الإعلامية الدولية مقابل حصولهم  على أموال وميزانيات ضخمة. أهدافها الإساءة للمغرب ولمقدساته بكل الوسائل.

منذ شعور النظام الجزائري بالإختناق نتيجة سياسة الهجوم التي أتبعها المغرب في السنوات الأخيرة. نهج نظام العسكر حربا إعلامية ضد المغرب مخصصا لها ميزانية ضخمة تتجاوز 600 مليون دولارا. ووضع لها إستراتيجية دقيقة، ووفر لها موارد بشرية ومؤسساتية جزائرية وأجنبية لنشر الأكاذيب وتحريف الحقائق والإساءة لرموز المملكة. وفي مقدمتها المؤسسة الملكية . مستفيدين في ذلك من الطفرة النوعية التي يعرفها عالم التكنولوجية ووسائل التواصل الإجتماعي. في زمن أصبح الإنسان يستنشق فيه المعلومات والأخبار والإشاعات بشكل رهيب .

وبدأ النظام الجزائري حربه الإعلامية ضد المغرب منذ سنوات وخصوصا بعد معركة الكركرات، لكنها تجاوزت كل الحدود منذ الإعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على صحرائه. حيث قرر النظام الجزائري الهجين خوض حرب إعلامية شرسة أقل ما يقال عنها أنها (البروباغندا) القرن الماضي.  بروباغندا تخدم اجندات النظام العسكري الجزائري الهجين بشكل بشع عبر ترويج الشائعات والمعلومات الزائفة ونشر الأخبار الكاذبة في شتى أنواع وسائل الإعلام المرئي والمسموع والبصري والمقروء والإلكتروني ومواقع التواصل الإجتماعي.

استهداف المؤسسة الملكية

ويلاحظ المتتبع لإعلام النظام الجزائري كيف تم توجيهه مؤخرا بشكل خطير للإساءة للمغرب وللمؤسسة الملكية. بل أنه أخذ منحى خطيراً، وأبعاد اأخطر خلال الألعاب المتوسطية الأخيرة التي نظمتها الجزائر.
النظام الجزائري الهجين ونظرا لإمكانياته المادية الضخمة حول الإعلام الجزائري بكل أشكاله إلى حرب حقيقية ضد المغرب ومؤسساته. ومن يطلع على ما نشرته وسائل الإعلام الجزائرية مؤخرا سيدرك مدى خطورة الحرب الإعلامية الجزائرية ضد المغرب. حتى أصبح العالم كله لا يميز بين إعلام النظام الجزائري وإعلام الكيان الوهمي البوليساريو حيث أصبح النظام الجزائري ناطقا رسميا ل”البوليساريو”.

حرب النظام الجزائري الاعلامية ضد المغرب تسترعي الانتباه. فهي توجه وتضلل الرأي العام المحلي، وتسوق للسوق الداخلي. وتساهم في الاستقرار السياسي والاجتماعي بالجزائر . التي تشير عدة دراسات وابحاث ومراكز بحث انها ذاهبة نحول الهاوية، بل نها تصنف ضمن الدول الفاشلة.
كان منتظرا بعد الموقف الامريكي والاسباني والالماني المنتصر لعدالة الوحدة الترابية للمغرب ان يفقد الاعلام الجزائري فقد بوصلته. حيث افرزت الأعمال العدائية التي شنّها النظام الجزائري ضد المغرب حملة إعلامية تجاوزت كل الخطوط الحمراء. حيث لم يكتف الإعلام الجزائري بنشر الأكاذيب وتزييف الحقائق بل تعدتها إلى المساس بالمؤسسة الملكية ومقدسات البلاد دون الإلتزام بأدنى الأخلاقيات المهنية.
ويؤكد هذا المنحى العلاقة الجدلية بين طبيعة النظام الجزائري الهجين وبين طبيعة حربه الإعلامية. لقد عمل هذا النظام الجزائري على توفير كل الشروط المادية والبشرية واللوجستيكية لتقوية نظام إعلامي جزائري قذر مهمته الجوهرية الإساءة للمغرب ولمؤسساته. عبر توجيهه والتحكم في شكله ومضمونه لنفث سمومه ضد المغرب والمؤسسة الملكية الشريفة.

حرب إعلامية قذرة

نسبة حقد وكراهية وعقدة نظام الكابرانات على المغرب ومؤسساته دفعت إستراتيجية حربه الإعلامية تجاوز حدود حتى الحالات التي وضعها وضع الباحثون وخبراء الإعلام العالميون. وهي ثلاث حالات بإستخدام تشبيهات وإستعارات مبنية على أساس العلاقة بين الإنسان والكلب، لتوضيح هذا الدور ووظيفته الاعلامية:
1. وظيفة كلب المراقبة (watchdog). وهي وظيفة مفقودة في الإعلام الجزائري حيث أنه فقد وظيفة السلطة الرابعة. أي وظيفة الرقابة ،حيث أصبح إعلاما تابعا ومتحكما فيه من طرف الأجهزة والمخابرات والجيش أي الموسسات الجزايزية بشكل قبيح جدا.  ويمكن أن نبرهن بإفتتاحيات مجلة الجيش الجزائري . ومنها إفتتاحية الرئيس الجزائري تبون لشهر يونيو. وإفتتاحيات شنقزيحة لنفس المجلة في السنوات الأخيرة. حيث أصبح الإعلام الجزائري يخوض حربا شرسة ضد المغرب نيابة عن الجيش الجزائري .
2. وظيفة كلب الحراسة (guarddog): ووهي وظيفة يسخر فيها النظام السياسي كل وسائل الإعلام بحراسة المؤسسات النافذة في المجتمع فقط. وفي النظام الجزائري هناك المؤسسة العسكزية والأمنية والمخابراتية، وجعلها شبه مقدسة .
3. وظيفة الكلب الأليف (lapdog) ويقصد بها إرتماء وسائل الإعلام في حضن المؤسسات الحاكمة التي تحول السلطة الرابعة لعاهرة تخدم نزوات هذه المؤسسات. وتقمع كل من يزعجها او يخالفها.
وعليه، وإنطلاقا من الحالات الثلاث السالفة الذكر، فالحرب الإعلامية القذرة التي يقودها النظام الجزائري الهجين ضد المغرب هي حرب إعلامية تنفذها المؤسسات لعسكرية والمخابراتية الجزائرية بتنسيق مع بعض الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية الأجنبية مقابل أموال طائلة وإمتيازات هامة. بهدف تلميع صورة النظام الجزايري القبيحة وشيطنة صورة المغرب .

تغطية على الوضع الداخلي المضطرب

نظام الكابرانات بالجزائر سيستمر في حربه الاعلامية القذرة ضد المغرب ومؤسساته. وهو ما يفسر الحضور القوي لكل ما هو مغربي في الاعلام الجزائري، وكأنه أصبح شأنا داخليا بالنسبة لهذا الإعلام .
وعليه ، يجب نحن المغاربة أن نقتنع أكثر بأن أخطر الحروب في القرن 21 هي الحرب الإعلامية. خصوصا إذا كانت تعتمد على معادلة ثلاثية الأركان وهي: نظام عسكري مستبد ـ عقد تاريخية ـ وسلطة المال . فهذه العناصر الثلاث إذا إجتمعت عند نظام دكتاتوري يعاني من العقد التاريخية مثل النظام الجزائري. فانها تشكل ثالوث شر خطير يجند فيه الإعلام كآلة تجسس هدامة.
وعليه ، فّإن إستراتيجية الحرب الإعلامية لنظام الكابرانات بالجزائر ضد المغرب ومؤسساته ذاهبة لتركيع الإعلام الجزائري أمام سيقان السلطة وذلك من خلال:

1 – تبرير وجود السلطة خصوصا إذا كانت على وشك الإنهيار مثل النطام الجزائري الحالي.

2 – منحها المشروعية والشرعية خصوصا عندما تشعر بقرب ثورة الجياع. وهو ما يشعر به نظام الجزائري هذه الايام

3 – الإفراط بالإشادة بمنجزات السلطة عبر إعلام الدعايات والبروباغندا والتضليل والقمع والتنديد. والصاق تهم التجسس لدول أجنية لكل من يخالف حفاظا على السلم الإجتماعي خوفا من اي إحتجاجات مدمرة وهو الوضع الحالي بالجزائر

4 -خلق اعداء خارجيين، وتصدير الازمات الداخلية نحو الخارج، وتخويف الشعب بقوى شر خارجية تتربص به ، وهو ما ينطبق على النظام الجزائري الذي يقحم المغرب في كل المصائب والازمات التي يكون ورائها النظام الجزائري – من كتاب الاعلام والسلطة والمال-

ويؤكد خبراء الاعلام بان الحروب في القرن 21 ستكون محملة بسلاح جديد. يسير كتفاً لكتف مع الطائرات الكاتمة للصوت والدرونات والمدرعات والمدافع؟ هذا السلاح الجديد هو القوات الاعلامية الهادرة والفيالق الاخبارية الزاعقة الموجهة للرأي العام والاستراتيجيات التواصلية الخادعة.

الحذر من “الذباب الالكتروني”

لا شك ان للاستراتيجيات الاعلامية ادوارا في النزاعات الاقليمية مثل النزاع المغربي- الجزائري . فهي أداة مؤثرة في تشويه و تقزيم هذا الطرف أو ذاك؟ ومع ثورة الاتصالات و المعلوماتية خصص النظام الجزائري للاعلام السلطوي الجزائري إمكانيات ضخمة للإساءة للمغرب ولمؤسساته بطرق عنيفة و لاأخلاقية . مجندا في ذلك جواسيس ومخابرات ومؤسسات وأقلام مأجورة جزائرية وأجنبية متخصصة في التلاعب بالأخبار ( الذباب الإلكتروني) .تبث رسائلها بلغات متعددة بهدف الدعاية للحرب الشرسة التي ينهجها النظام الجزائري ضد المغرب ومؤسساته على كل المستويات السياسية والإقتصادية والدبلوماسية والتجارية إقليميا وقاريا ودوليا .

وعليه ، وبعد الإنتصارات المتتالية التي حققها المغرب سياسيا ودبلوماسيا على النظام الجزائري بفضل حكمة وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يمثل جوهر عقدة النظام الجزائري. وبعد إعلان هذا النظام الهجين إستراتيجية إعلامية ضد المغرب والمؤسسة الملكية على الإعلام الرسمي والخاص والنخب ورجال ونساء الإعلام بكل أصنافه الوقوف وراء جلالة الملك لخوض حرب إعلامية شرسة بكل اللغات ضد نظام تافه ومريض يريد جر المنطقة نحو النفق المسدود خصوصا إذا ما إستمر في الإساءة للمغرب وللمؤسسة الملكية.

 

عن موقع بلبريس