تقدم الرئيس الأميركي جو بايدن بمقترح تولي الديبلوماسي جوشوا هاريس منصب السفير الأميركي في الجزائر خلفا لإليزابيث مور بين رغم مواقفه الواضحة في دعم مغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع المفتعل.

وحسب عدد من المراقبين فإن هذا الاقتراح يعتبر رسالة قوية من رأس الإدارة الأميركية للسلطات في الجزائر بشأن مواقفها الحاسمة بشأن الملف.

ويشغل هاريس منصب نصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شمال إفريقيا في مكتب شؤون الشرق الأدنى وهو الذي يتولى ملف العلاقات مع المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر.

وأضاف عدد من الراقبين أن اختيار جو بايدن لهاريس لم يأت بشكل، اعتباطي مشيرة إلى أن الدبلوماسي البارز له اطلاع كبير على العلاقات الجزائرية المغربية وعلى ملف الصحراء وكان من بين المهندسين للعلاقات الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن والتي تعززت في السنوات الأخيرة.

وفي المقابل فإن هاريس له علاقات طيبة مع الجانب الجزائري حيث التقى في ديسمبر الماضي بوزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف للبحث في العلاقات الجزائرية الأميركية في خضم التقارب الجزائري الروسي والذي يزعج الجانب الأميركي خاصة بعد اندلاع الحرب الأوكرانية.
وتشير المعطيات في هذا اللقاء أن هاريس صارح عطاف “ان واشنطن تدعم الحكم الذاتي لحل مشكل الصحراء، وتعتبره جديًا وذو مصداقية وواقعيا”، مؤكدا “أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واضح في أن العملية يجب أن تعكس روح الواقعية والتسوية بشأن الظروف على الأرض في الوقت الحالي”.
ودائما ما يتجاهل الدبلوماسي الأميركي ذكر جبهة بوليساريو في حديثه عن ملف الصحراء معتبرا أن النزاع المفتعل هو بالأساس نزاع بين الجزائر والمغرب وأن الجبهة الانفصالية مجرد أداة بيد الحكومة الجزائرية.
ويعتقد محللون أن هاريس سيعمل على اقناع الجانب الجزائري بواقعية المبادرة المغربية والتخلي عن تعنتها في الملف والادعاء بأنها ليست طرفا في النزاع.
ويكشف اقتراح بايدن تعيين جوشوا هاريس سفيرا في الجزائر عن النجاحات الدبلوماسية التي يحققها المغرب فيما يتعلق بجعل بادرة الحكم الذاتي امرا واقعا وانهاء النزاع المفتعل بشكل نهائي.

ووفقا للقانون الأميركي فإنه من الضروري موافقة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي على المقترح الذي بعث للجنة شهر فبراير الماضي وذلك وفق نشر ما في الموقع الرسمي للبيت الأبيض.