في تدوينة على الفايسبوك لمجموعة تضم أطباء وباحثين في المجال نعى عضو في الصفحة موت طبيب زميل لهم . قال إنه إنتحر بسبب تسلط وتجبر أساتذة مؤطرين بالمستشفى . وجاء في التدوينة ” أن الجسد الطبي فقد جزءا من أجزائه بوفاة الدكتور ياسين رشيد طبيب مقيم بمصلحة جراحة المسالك البولية بالمستشفى الجامعي ابن رشد …
وأضاف “لكن للأسف ظروف الوفاة هاته المرة تختلف عن سابقاتها… و تُجسِّد بالملموس و بما لا يدع مجالا للشك كمَّ الضغوط التي يعيشها الطبيب المقيم بالمستشفيات المغربية. سواء ضغوط العمل أو ضغوط الحالات التي يُعالج أو الأسوء من ذلك ضغوط الأشخاص الواجب عليهم حمايته و الأخذ بيده نحو برِّ الامان. عوض المساومات الحقيرة و الشطط و ترهيب و الإبتزاز
المرحوم “الدكتور ياسين رشيد” وُجِد ميتا “شنقا” بغرفته بالمستشفى الذي كان يقضي فيه فترة تدريب بفرنسا. بعدما قرر وضع حد لحياته بسبب تراكمات عديدة أصل أغلبها “مهني” من “حگرة و تجبر و ابتزاز و تهميش”. كان مصدرها معروفا من لدن جميع زملائه الذين أصبحوا ملزمين اليوم بالوقوف في وجهه و التصدي له و تكريم ذكرى المرحوم الذي قدم حياته كفرصة لهم من أجل وضع الأمور في نصابها و توقيف هذا “الفرعون” عند حده!!!
ياسين عانى من المساومة و الابتزاز، تعرض لأبشع أنواع الترهيب و التمييز. تم وضعه خارج الفرق الجراحية لكي يكون “موظفا شبحا” تلبية لرغبات هذا السادي … هذا المجرم الذي نسي أنه كان طبيبا مقيما مثلهم قبل سنتين أو ثلاث.. ظن أنه “ابن رشد” ربما و أن المستشفى تحمل اسمه … ياسين لم يكن ضحيته الوحيد، لكنه الوحيد الذي انكسر و تدمر … ياسين توجه لفرنسا هربا من هذا المجرم. و قضى عدة أيام بمصحة للطب النفسي قبل ذلك بسبب اكتئاب لأسباب مهنية تتعلق بظروف عمله!!!
ياسين و عديدون مثله يخضعون يوميا لسلوكات مريضة فرضها نظام “أحمق” يُعطي السلطة لأشخاص يظنون أنهم يخلفون الله على الأرض … فيتعاظم أناهم بسبب غياب السقف الذي سيحد من هذا الطموح … و يجعلون ممن أمامهم “أهدافا” يفرغون فيها عللهم و عقدهم … يظنون أن “الأستاذية” لن تتأتى إلا باستعباد الغير و التنكيل بهم و استغلالهم و التنقيص بهم … فشتان بين ما نراه اليوم و بين عصر كان فيه الأستاذ و المعلم موضوع مقارنة مع الرسل و الأنبياء !!!
ذنب ياسين في رقابهم أجمعين … في رقبة المجرم و الساكت عن جرمه و المساند لجرمه و الغير مدرك لجرمه … لكل من كان باستطاعته الحفاظ على روح جميلة بكلمة أو قرار. لكنه للأسف غاب و ترك اللئام يمرحون و يترحون … كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته، و أولى مهام الراعي هي طرد الذئاب و حماية الرعية منها و ليس توليتها (الذئاب) على الرعية و إئتمانها … فحتى إن بطشت الذئاب بالرعية، يكون الراعي أيضا مسؤولا عن الضرر !!!!!!
رحل ياسين و ترك خلفه حفرة مظلمة يتجه نحوها المئات من أشباهه، منهم من يجد منقذا يجره نحو بر الأمان و منهم من يسقط في ظلماتها سهوا أو بدفعة من الخلف … الله يرحم ياسين و ياخذ الحق فاللي كان السبب!!!
وطالب عائلة الطبيب المتوفي أن تسلك المسارات القانونية اللازمة في حالة ما إذا تأكدوا من حدوث الوقائع التي يتم مشاركتها على مجموعات الواتساب و إن توفرت لهم أدلة و قرائن على ما تعرض له المرحوم، خصوصا و أن المحادثات و الرسائل في تطبيقات التواصل لازالت في هاتفه!!!!!!