قال الكاتب والباحث د. إدريس الكنبوري إن “الدكتور محمد الفايد عالم متخصص في التغذية. وهو قد أسدى خدمات جليلة للمواطنين بنصائحه الثمينة. وقد تعرض لهذا السبب لهجوم كاسح قبل بضع سنوات. ودافع عنه الكثيرون منهم صاحب هذا المنشور. ومنهم أولئك الذين يهاجمهم اليوم”.

وتابع الكنبوري: “ويبدو أن أحدهم أغضبه فأطلق لسانه يمينا وشمالا يطعن في العلماء والفقهاء. وهذا ليس ميزانا صحيحا. فلا يمكن لمتعصب للألباني أن يدفعك إلى الهجوم على الألباني. ولا لمقدس لابن كثير أن يدفع إلى الهجوم على ابن كثير”.

وأضاف الكنبوري: “الدكتور الفايد هاجم ابن كثير وقال إنه لا يمكن أن نعيش على تفسيره بعد قرون. وهذا كلام صحيح نظريا. ولكن الواقع الذي يراه كل ذي عين بصيرة أن المفسرين القدامى لم يتجاوزهم أحد بعد قرون. وكبار العلماء والمفسرين في هذا العصر يرجعون إليهم وأمامنا دليل قاطع. فكل من يهاجم هؤلاء المفسرين من الباحثين ويدعي التجديد في فهم كلام الله يأتي بما يضحك الصبيان”.

وقال المفكر المغربي: “الدكتور الفايد يقول إنه لم ينزل من السماء سوى القرآن؛ وهذا صحيح. ولكن الأنبياء لم ينزلوا من السماء. وكانت مهمتهم تبليغ الوحي إلى الناس بلاغا وتفسيرا. وبعد زمن الأنبياء انتقلت هذه المهمة إلى العلماء. فهم ورثة الأنبياء وإلا كان هناك فراغ ملأه من شاء بما شاء. وأعتقد أن الدكتور الفايد لو كان محقا في كلامه ما جازف بالقول بأن الله لن يدخل أديسون النار. فمن يفهم القرآن لن يقول هذا الكلام”.

هل توماس أديسون و مارلين مونرو سيدخلان الجنة؟

وأردف: “الرسول صلى الله عليه وسلم يقول إن امرأة دخلت الجنة في قطة؛ فهذا عمل بسيط أدخلها الجنة. ونحن نوظف هذا الحديث كما اتفق. ولكننا لا نعرف من هي هذه المرأة. وهل كانت من بني إسرائيل مؤمنة؛. وهل كان عملها خالصا لوجه الله. وفي الغرب جمعيات للرفق بالحيوان ويرعون آلاف القطط: فهل يدخلون الجنة؟ وهل مارلين مونرو ينطبق عليها الحديث؟”.

وزاد الكنبوري أن “القرآن الذي نزل من السماء يقول “ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن”. أي السعي طلبا للآخرة. فالشرط هو الإيمان وليس العمل دون إيمان. ومثال أديسون في نفع الناس هو أيضا مثال شخص قاتل دفاعا عن أعراض الناس. ولكن الحديث يقول “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا”؛ فالحديث يحدد الشرط. وفي الحديث أيضا أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه. ولو صح ما نعتقده لما كانت هناك حاجة إلى نزول القرآن. فكم من ديانات وضعية دعت إلى مكارم الأخلاق والعمل الصالح. وعند بوذا تعاليم جيدة. ولكن القرآن نزل ليحدد غايات الأعمال”