قال محمد شقير المحلل السياسي إن بلاغ الديوان الملكي الموجه للأمانة العامة البيجيدي يبعث رسالة سياسية للحزب خصوصا في شخص الأمانة العامة، على أساس أنه تجاوز بعض الخطوط الحمراء حيث حاول توظيف واستغلال مسألة تعتبر من المجال المحفوظ للملك ” في أجندة داخلية وفي مزايدات وابتزازات” يرفض القصر أن يتم توظيفها.

 

وأوضح شقير في تصريح ل”ماروك 35″ ان بلاغ الديوان الملكي تضمن توبيخا للبيجيدي الذي تجاوز قواعد اللعبة السياسية، وقواعد اللعبة السياسية تقوم على أن السياسة الخارجية لا ينبغي توظيفها في لعبة سياسية وفي مماحكاة ما بين الأطراف السياسية، خاصة أن هذه القضية كان حزب العدالة والتنمية قد شارك في التوقيع عليها، اذن هناك نوع من الاستخفاف الازدواجية وعدم الجدية، لأنه لا يعقل أن يكون الحزب قد شارك في التوقيع في شخص رئيس الحكومة السابق وتأتي الأمانة العامة الحالية للحزب و تتنكر لهذا التوقيع، ويقول العرب أعمال العقلاء منزهة عن العبث.

 

وأشار المحلل السياسي إلى أن هذا نوع من العبث المفروض تجاوزه، بالإضافة إلى هذا فيجب أن لا ننسى أن الظرفية لا تسمح بالتلاعب أو توظيف هذه المسألة لانه يمكن استغلالها من طرف خصوم المملكة المتربصون والمستعدون للضرب تحت الحزام. زد على هذا، فلهجة البلاغ كانت لهجة قوية وشديدة وتتمثل في عبارات من قبيل ابتزاز مغالطات..

 

وابر شقير، أن الملك هنا يتصرف كحكم يضبط قواعد اللعبة، وكما قال الراحل الحسن الثاني مرة أنه يتصرف comme un arbiter يصفر عند ارتكاب أحد اللاعبين مخالفة، وهنا الحزب ارتكب مخالفة كانت تستدعي ان القصر يقوم بعميلة الإشارة والتوبيخ والتنبيه بأن هذا الحزب تجاوز قواعد اللعبة التي تحدثنا عليها.ولاحظنا أن البلاغ أشار إلى أجندة داخلية فهذه المسألة مرتبطة بهذا الاطار.

 

بالإضافة إلى هذا، فبيان الأمانة العامة البيجيدي تطرق لعدد من النقط لكن بلاغ الديوان الملكي تفاعل مع نقطة واحدة المتعلقة ببوريطة وحتى نقطة الإرث لم يرد عليها، واعتبر نقطة السياسة الخارجية دستوريا من اختصاصات الملك وملابساتها كانت مؤطرة بمجموعة من الاتفاقيات وبالإضافة إلى هذا فموقف المملكة معروف في القضية الفلسطينية وبالتالي لا مجال للمزايدة.

وأشار إلى أن طبيعة خطاب بيان الأمانة العامة البيجيدي يعكس حجم النكسة السياسية التي تعرض لها في انتخابات 8 شتنبر، والتي يحاول البيجيدي تجاوزها من خلال العودة إلى المرجعية الإسلامية التي يعتمد عليها، ومن هنا نفهم مضمون بيان الأمانة العامة للبيجيدي، محاولة منه لاستعادة قوته من جديد ومن أجل حشد بعض المناصرين المتعاطفين مع المرجعية الإسلامية ، لأن الحزب فقد عددا من الأنصار والمتعاطفين بسبب التوقيع على اتفاقية ابراهام وكانت هناك انتقادات للحزب واتهامه بأنه تخلى عن مبادئ الحزب.