الطموح المأمول، حسب تقرير النموذج التنموي الجديد، هو عبارة عن اقتراح ذي قيمة شاملة يبين ويحدد معنى ومستوى التنمية المنشودة في أفق 2035.

ويجسد هذا الطموح دور البوصلة التي تمكن من توجيه جميع القوى الحية للأمة وتشكل الإطار العام الذي تجتمع حوله.

وحتى يتسم بالمصداقية يجب أن يكون طموح التنمية قويا ومعقولا وقابلا للإنجاز على أرض الواقع.

وينسجم هذا الطموح مع الاختيارات الأساسية للأمة وثوابتها فضلا عن القيم المكونة للهوية الوطنية.

ومن أجل بلوغ هذا الطموح يتعين على المغرب رفع العديد من التحديات والقيام بتدارك الوضع الحالي، عبر إحراز تقدم نوعي  في مجالات يطبعها عجز هام، يمكن أن تشكل عائقا أمام التنمية إذا لم يتم الارتقاء بها بشكل ملموس، كما هو الشأن بالنسبة لجودة التعليم ومشاركة النساء والمحافظة على الماء.

ويتطلب تحقيق هذا الطموح بلوغ خمسة أهداف تنموية متداخلة ومتكاملة، بشكل متواز، تتجلى في تحقيق الرخاء والتمكين والادماج والاستدامة والريادة الجهوية في ميادين محددة من خلال رهانات مستقبلية جريئة.

 

مغرب مزدهر يخلق الثروات وفرص عمل

إن طموح تحسين مستوى وجودة المعيشة لفائدة جميع المواطنين، لن يتحقق إلا من خلال الرفع الملحوظ لقدرة البلاد على خلق القيمة المضافة وفرص شغل ذات جودة للجميع والتوزيع المنصف لثمار التنمية.

وترتكز دينامية خلق القيمة  وفرص الشغل على اقتصاد حيوي، مقاولاتي، متنوع منتج ومبتكر وعلى نسيج اقتصادي تنافسي وقادر على امتصاص الأزمات ويستفيد من المزايا التنافسية العديدة لبلادنا ومن ثرواتها المادية واللامادية في جميع المناطق.

 

مغرب الكفاءات حيث يتوفر جميع المواطنين على مؤهلات

يتوفر جميع المواطنين على مؤهلات ويتمتعون بمستوى من الرفاه يمكنهم من تحقيق مشاريعهم في الحياة والمساهمة في خلق القيمة المضافة، وتحقيق الطموح لا يمكن أن يتم بواسطة رأسمال بشري ذي قدرات ومهارات عالية، فالرأسمال البشري يعتبر محرك دينامية التنمية والإدماج وتفعيل الارتقاء الاجتماعي، كما يعتبر المحدد الرئيسي لقدرة البلاد على خلق الثروات وتسريع تقاربه مع معايير للدول المتقدمة.

 

مغرب دامج يوفر الفرص والحماية

يقتضي شعور المغاربة بالانتماء والانخراط في المشروع المجتمعي وترسيخ أسس وقواعد العيش المشترك، بشكل منسجم ومتناسق اعتماد نموذج دامج.

فالمغرب مطالب بمنح الفرص للجميع أولا وقبل كل شيء، من خلال توفير الاستقلالية الذاتية وتنمية القدرات لكل المغاربة نساء ورجالا، وايضا عبر تعزيز حماية الفئات الهشة.

وبالإضافة إلى ذلك، يتطلب إدماج الجميع إيلاء عناية خاصة بالشباب الذين يمثلون 25 في المائة من الساكنة، ويعتبرون مكسبا ديمغرافيا للبلاد.

في هذا السياق يشكل البعد الثقافي رافعة مهيكلة لتقبل التنوع والتعدد وتعزيز الروابط بين الأوساط الاجتماعية وبين الأجيال، بالإضافة إلى خلق الثروة.

 

 

مغرب مستدام يحرص على المحافظة على الموارد

تعتبر استدامة الموارد والمحافظة على التنوع البيولوجي من مستلزمات مواجهة التحديات والتهديدات المرتبطة بالتغيرات المناخية والنشاط البشري.

فالمغرب معرض بشكل كبير لهذه المخاطر وآثارها، لا سيما من حيث الضغوط القوية على موارده المائية واضطراب كل من الأسس الانتاجية للفلاحة والمنظومات الإيكولوجية.

وبالتالي فإن رهان الاستدامة يكرس المسؤولية الجماعية إزاء الرأسمال الطبيعي والمناخ ،كخيرات جماعية، وتجاه الأجيال القادمة.

 

مغرب مستدام يسعى إلى الريادة

متشبثا بانفتاحه على العالم وواثقا في مؤهلاته لتعزيز إشعاعه الإقليمي، يدعم المغرب طموحه عن طريق التميز، بتصميمه على كسب خمس رهانات مستقبلية جريئة ستجعله، مجتمعة، قطبا اقتصاديا ومركزا للمعرفة ضمن البلدان الأكثر دينامية وجاذبية على المستوى الإقليمي والقاري.

وتتمثل هذه الرهانات الخمسة فيما يلي: التحول نحو بلد رقمي حيث تعبأ القدرات التحويلية للتكنولوجيا الرقمية تعبئة كاملة، ثم الارتقاء كمركز جهوي في ميدان التعليم العالي والبحث والابتكار، ثم كسب الريادة الجهوية فيما يخص مجال الطاقة ذات الانبعاثات  المنخفضة من الكاربون.

إضافة إلى اكتساب مركز مرجعي كقطب مالي على المستوى القاري، ثم جعل علامة “صنع في المغرب”، علامة للجودة والتنافسية والاستدامة لتسريع الاندماج في سلاسل القسمة العالمية والإقليمية.

وتشكل هذه الميادين  الجريئة والتحولية ، التي ترتكز على المزايا التنافسية للمملكة وإمكاناتها، نقط التقارب والتلاقي في المصالح بين المملكة وشركائها الرئيسيين بالخارج التي من شأنها المساهمة في تعزيز التعاون والشراكات ورفع مختلف التحديات الكامنة في النموذج التنموي الجديد.

 

محلل: المغرب أمامه تحديات وتحقيق طموح 2035 يحتاج لتظافر الجهود

قال محمد بنعمر المختص في السياسات العمومية في حديثه ل”المغرب35″، أن المغرب يستعد لتحقيق تحول جذري على جميع المستويات إذا ما تم تحقيق أهداف النموذج التنموي لبلوغ طموح 2035.

وأبرز المتحدث، أن الوضع الحالي المتدهور اجتماعيا واقتصاديا، دفع بأصحاب القرار للمرور للسرعة القصوى من أجل مواكبة عجلة التنمية، خاصة مع رؤية النموذج التنموي الجديد بقيادة الملك محمد الساذدس.

وأوضح بنعمر، أن التحديات تتمثل في تحقيق الرخاء والتمكين والإدماج والاستدامة، إضافة إلى الريادة الجهوية كما أكد على ذلك تقرير النموذج التنموي الجديد.

وبذلك يمكن أن يتم تحقيق طموح2035، وتحسين مستوى التنمية والعيش بكرامة بالنسبة للمواطنين المغاربة.