مصطفى الذهبي..الكراهية عملة الاتجار في القضية الفلسطينية

أثارت زيارة أوحنا أمير رئيس الكنيسية بدولة إسرائيل إلى البرلمان المغربي، ردود فعل غالبيتها العظمى تشيد بها و تعتبرها عربونا للمودة و للصداقة التي تجمع بين الشعبين، الذين يطمحان الى نسج علاقات الحب و التسامح و الصدق. بهدف بناء أرضية للتعاون و التضامن ضد أولئك الذين يتاجرون في القضية الفلسطينية. كالدول المستبدة كما هو حال الجارة الشرقية بنظامها الذي يكن العداء و الحقد و الكراهية لكل ما له طعم الحب و المودة و السلام.

فمثل هذه الأنظمة المستبدة تلجأ إلى خلق أعداء يتسترون وراءهم لتصريف فشلهم في تدبير شؤون المواطنين لإنعدام أبسط قواعد الديمقراطية. وهذه الدول يتزعمهم النظام الملالي الإيراني المعادي لكل عمل او نية تهدف إلى نشر السلم مند أن أعلن إمامهم الخميني في سنة 1979 الحرب على الغرب الذي يعتبره مساندا لدولة إسرائيل. و التي هي ضد عقيدتهم المرجعية الشيعية. لأنها ضد أي حوار مع اليهود.

حيث يعتقدون و حسب خرافاتهم التي يتوهمونها و يفرضونها على شعبهم داخليا و اعتمادها لدى أحزاب الإسلام السياسي خارجيا كحزب الله و حركة حماس إضافة الى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين. و هذه العقيدة التي يؤمن بها أتباع المذهب الشيعي و أحزاب الإسلام السياسي من السنيين كحركة حماس و الأحزاب المنتمية لتنظيم الإخوان المسلمين هي ان المسلمين سيحاربون اليهود الى ان يختبأ اليهودي وراء الأحجار و الأشجار فتنطق تلك الأحجار و الأشجار لتفضحهم ان وراءها اليهود وتناديهم لقتلهم .

هذا الإعتقاد سيكون بعد ظهور المهدي المنتظر الإمام الثاني عشر وهذا المعطى ينص على أن القضية الفلسطينية هي قضية عقائدية وليست سياسية.
إن قرار إعادة التطبيع مع دولة إسرائيل و بمباركة دولة الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت مغربية الصحراء. وهذا الاعتراف كان له تبعات جد ممتازة لقضيتنا الوطنية على جميع الأصعدة خاصة على المسار الدبلوماسي والتي أثارت حقد و ضغينة أعداء الوحدة الوطنية وعلى رأسها جارة الشر الشرقية بكراهية الكابرانات الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية شأنهم شأن الدول المستبدة وعلى رأسها دولة إيران والتي تكن العداء و الكراهية لدولة إسرائيل الديمقراطية والتي تعتبر الدولة الراقية و المتقدمة بمنطقة الشرق الاوسط. وهي تسعى دائما الى عقد السلام مع دولة فلسطين لكن تجد الدول التي تتاجر بالقضية الفلسطينية و التي تعمل على نسف كل محاولات و مبادرات السلام باستعمال عقيدة أحزاب الإسلام السياسي. وعلى رأسهم حركة حماس التي انقلبت على معاهدة السلام التي كان قد وقعها الراحلان ياسر عرفات و الرئيس الإسرائيلي..

وتمثل هذا الانقلاب بسيطرتها على قطاع غزة التي قدمتها دولة إسرائيل كعربون حسن النية في السلام.

لقد اثارت اتفاقية إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل إشادة دولية من طرف الدول المحبة للسلام. و هي الغالبية العظمى من دول المعمور في الآن نفسه. أثارت ضغينة الدول ذات الأنظمة المستبدة والتي تتاجر بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها نظام الكابرانات بالجزائر و الذي يتغذى من الكراهية العقائدية لليهود التي يتزعمه النظام الإيراني المتحامل عقائديا بالكراهية للشعب اليهودي ولا يرغب في أي حل أو عملية سلام مع دولة إسرائيل.

و قد انزعجت من الدور الريادي للمملكة المغربية التي يمكن أن تحدثه في عملية السلام لعدة عوامل تميز المملكة دون غيرها من دول العالم؛ فالمغرب دولة عريقة ولها جذور تاريخية،  فهي الدولة التي يرأسها أمير المؤمنين ويتمتع بعناية خاصة من لدن الشعب الإسرائيلي لأن ساكنته تقدر بمليوني يهودي من جذور مغربية ولازالوا أوفياء لوطنهم.

فأثناء بروتوكول عقد الاتفاقية جدد رئيس الوفد بن شباط بيعته للملك محمد السادس. و بالدارجة المغربية كما ان رئيس الكنيست افتتح كلمته بالبرلمان بالدارجة المغربية و عبر عن فرحته لإنتمائه الى المغرب.. هذه المميزات و غيرها تؤهل المملكة المغربية ان تلعب دورا في السلام الرامي الى حل الدولتين الفلسطينية الى جانب الإسرائيلية. وهذا ما لا يريده نظام إيران وأتباعها من الأنظمة المستبدة إلى جانب أحزاب الإسلام السياسي التي تشيد بدور إيران المخرب للمنطقة.

فعلى الصعيد الوطني الكل صفق للمعاهدة لما سوف يجنيه البلد من التعاون مع دولة إسرائيل باستثناء جماعة العدل و الاحسان التي أرادت زرع الفتنة بأعمال الشغب والتي حاولت إثارتها مستغلة احتجاجات الأساتذة المتعاقدين في تلك الفترة.

أما حزب العدالة و التنمية فقد عبر بضع قيادييه عن امتناعهم للاتفاقية و هدد بعضهم بالاستقالة وكأنهم يقدمون شيئا لهذا البلد. بل ذهب أحدهم وهو اصغرهم سنا و كان يحمل صفة وزير فبحث عن موقع إيراني ليندد بالاتفاقية وهذا ما يدل على ان أحزاب الإسلام السياسي كلها تكن الكراهية لكل إنسان له جدور يهودية. كما هو الحال في جميع الدول العربية.

 

فزعيم حركة  النهضة بتونس لا يتردد في الإشادة بدور إيران وكذلك كان الامر بالنسبة للمصري المتوفى محمد مرسي الذي اعلن انضمامه لدولة ايران في إعلانه الدستوري المشهور الذي جعل العسكر يفطن العملية و انقلب عليهم لإنقاد مصر من قبضة الاسلاميين الذين يكنون الكراهية و العداء لشعب إسرائيل .