مراد ع.الصادق حفيظ يكتب : تخليق البرلمان..أحزاب الدولة لا تستجيب لتوجيهات الدولة !

عند صدور تقرير شكيب بن موسى. الخاص بالمشروع التنموي الجديد الذي قدمه أمام الملك، و بحضور زعماء الأحزاب السياسية، قال جملة جد مهمة : “لا يمكن إنتظار شئ من القادة السياسيين” .
هذه لجنة أسست من قبل الملك لصياغة مشروع تنموي جديد .تأتي بهذه الخلاصة و قبلها كان الملك محمد السادس جلد الأحزاب السياسية في أحد خطاباته قائلا .”و إذا أصبح ملك المغرب ، غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة ، و لا يثق في عدد من السياسيين فماذا بقي للشعب “.
إذا كانت صورة الأحزاب السياسية، ليست كلها طبعا ، و قادتها لا يثق فيها أحد و لا تستطيع القيام بمهامها و لا يعول على جدواها..فماذا سنقول الآن عنها بعد تفجر ملف ما يعرف بإسكوبار الصحراء الذي فجر فضيحة كبرى، بتواجد منتخبين كبار و برلمانيين سابقين ضمن هذه المافيا الدولية ؟ و هو الحزب الذي أسسه رجل الدولة و كاتب الدولة في الداخلية سابقا فؤاد عالي الهمة بشعار السياسة بطريقة أخرى و الذي تركه بعد أن دبج إستقالته منه بأن الحزب حاد عن سكته التي أسس لأجلها….
لتأتي رسالة الملك بالأمس في الذكرى الستون لإنتخاب أول برلمان بالمغرب داعيا إلى “تخليق الحياة البرلمانية من خلال إقرار مدونة للأخلاقيات في المؤسسة التشريعية بمجلسيها تكون ذات طابع قانوني ملزم”. و كذلك : “العمل على الرفع من جودة النخب البرلمانية و المنتخبة ، و تعزيز ولوج النساء و الشباب بشكل أكبر إلى المؤسسات التمثيلية” .
رسالة الملك محمد السادس تأتي في ظل ضعف مؤسسة البرلمان و سيطرة نفس الوجوه التي تقوم الأحزاب بتدويرها فيما بينها …و بروز متابعات قضائية في حق منتمين لهذه المؤسسة التشريعية. منهم من هو في السجن حاليا، و ما نراه من ضعف  لممثلي الأمة من خلال ما نشاهده لبرلمانييها أثناء مداخلاتهم و غيابهم في أغلب الحالات. بل الأسوء طرق وصولهم لهذه المؤسسة بوسائل أصبحت معروفة لدرجة التطبيع معها …و هذا ما قاله امين عام الأصالة والمعاصرة حين صرح أن الفوز بالمقاعد يلزمه الاعيان و ذوو المال دون غيرهم .

إذا كان الملك يوجه و يطالب بتخليق الحياة السياسية و العمل الحزبي و يأتي قادة الأحزاب ليثمنوا توجهياته في الإعلام …و بعدها يعودون لتزكية المتابعين و المشبوهين و ذوو الثروات المجهولة المصدر . بل منهم من يمنح ضمانات لمتابعين قضائيا بأنه سينهي هذه الملفات القضائية كما وقع للراحل لبلفقيه رئيس جهة كلميم سابقا و هذا ما صرح به إدريس لشكر الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي و وعد عبد اللطيف وهبي لبلفقيه أثناء تزكيته للترشح مع حزب الأصالة و المعاصرة.

إن حزب وصف إبان تأسيسه بأنه حزب الدولة و لا يتجاوب مع توجيهات الدولة، بل يدخل قياديين به في فضائح مدوية يطرح سؤالا إذا لم تتفاعل هذه الأحزاب مع توجيهات الدولة كيف لها بتحقيق وعودها للمواطن الذي يرى فيها البؤس و الفساد و تضارب المصالح و بلغة شرح ملح : دابا كلشي ولى باين بمعنى ان الشعب يتداول يوميا صفة الشفار بالنسبة للمنتخب او السياسي. و حتى النخبة تقول بذلك أيضا في شخص بنموسى ولجنته.

وبذلك يقول الملك أيضا، حيث من خلال دعوته إلى إقرار مدونة أخلاق، يزكي كونها (الأخلاق) منعدمة. فالأمر واضح وجلي باعتراف ممارسي السياسة بأنفسهم من خلال تصريح وهبي، ومن خلال تورط آخرين في مصائب جنائية. وكما تقول القاعدة الاعتراف سيد الادلة… إنه العري السياسي.