ميارة يدعو رؤساء البرلمانات إلى التحرك لوقف التصعيد في فلسطين ووقف استهداف المدنيين

قال النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين إن قمة الرؤساء للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط. تشكل فرصة لمواصلة الحوار والتشاور حول مختلف القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك. وأيضا مناسبة لتثمين الجهود المبذولة من أجل تعزيز العلاقات بين أوروبا وبلدان جنوب المتوسط، في أفق تحقيق شراكة سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وثقافية تقوية. تعزيزا للتكامل الإقليمي، وجعل البحر الأبيض المتوسط فضاء مزدهرا يسود فيه السلام والأمن والتنمية المشتركة.

 

سياق دولي وإقليمي شديد وبالغ التعقيد

وشدد ميارة خلال الكلمة الافتتاحية للقمة التي حضرها كل من رئيس مجلس النواب بالمملكة المغربية. ورئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، رؤساء ورئيسات برلمانات المنطقة الاورومتوسطية الأعضاء،و ممثلو وممثلات البرلمانات الوطنية الأعضاء. على أن هذه القمة تنعقد في سياق دولي وإقليمي شديد وبالغ التعقيد. كما أن حجم المخاطر والتحديات التي تهدد منطقتنا الأورومتوسطية عديدة ولا حصر لها، وخصوصا ما يتعلق بالتغيرات المناخية والأمن الصحي. وقضايا الهجرة والاتجار بالبشر والجريمة المنظمة والإرهاب وكافة المخاطر الأمنية، مما يقتضي تضافر جهود الجميع. من أجل بناء اتحاد من أجل المتوسط قوي وقادر على مواجهة كل هذه الأخطار والتحديات.

وأيضا، يتابع ميار، اتحاد قادر على المساهمة بشكل فعال. في إرساء أسس سياسات حقيقية ومتجددة للجوار في منطقة البحر الأبيض المتوسط التي تعد مهدا للأديان التوحيدية. وأرضا خصبة وملتقى لتفاعل حضارات عريقة. وخصوصا أن طموحاتنا وطموحات شعوب منطقتنا كبيرة وسقف آمالنا عالي. وفي مقدمتها بناء نظام جهوي متجدد، ومحرك لديناميات تشاركية يكون فيها الخير العميم لهذه المنطقة.

وبناء عليه، يضيف رئيس مجلس المستشارين،  يجب علينا إعطاء مفهوم التضامن الجهوي مدلوله الحقيقي والكامل والملموس، كما سبق وعبر عن ذلك الملك محمد السادس. في رسالة التهنئة الموجهة إلى الرئيس الفرنسي بمناسبة انعقاد قمة الاتحاد من أجل المتوسط سنة 2013.

 

استمرار العديد من العوائق السياسية والاقتصادية

 

كما عبر ميارة في ذات الكلمة عن أسفه لاستمرار العديد من العوائق السياسية والاقتصادية التي تشكل عقبة فعلية أمام تعاون حقيقي وملموس بين بلدان المنطقة بشكل يستجيب لتلطعات شعوبنا التي نمثلها كبرلمانيين وفي مقدمتهم الشباب والنساء. وأدعو في هذا الإطار إلى ضرورة إرساء ركائز متينة وصلبة للتعاون البرلماني الأورومتوسطي على مختلف الأصعدة، السياسية والاقتصادية والثقافية والانسانية والاجتماعية وغيرها من المجالات، بما سيخدم مستقبل المنطقة ومستقبل شعوبها وحقها في الأمن والسلم والتنمية الشاملة.
واسترسل قائلا: كما لا يفوتني بالمناسبة أن أعبر عن أسفنا الشديد للأحداث الدامية التي عرفتها غزة وما واكبها من عنف منقطع النظير، مما يؤشر على أن المنطقة أمام وضع غير مسبوق، قد يدخل الصراع في مرحلة لا يمكن التكهن بتداعياتها.
لذلك أستغل هذه القمة لأحثكم على التحرك الفعلي والجماعي لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية ووقف استهداف المدنيين، وبلادنا تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة على استعداد تام ودائم للانخراط في أي جهد يروم تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، وفق حل الدولتين المتوافق عليه دوليا.