شبكة إسكوبار الصحراء وتقرير المجلس الأعلى للحسابات يكشفان عن الحاجة الماسة لتخليق المشهد الحزبي
قال محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام: كشفت شبكة اسكوبار الصحراء وتقرير المجلس الأعلى للحسابات حول تدقيق مالية الأحزاب السياسية عن أن الحاجة الماسة إلى تخليق المشهد الحزبي، وأنها حاجة موضوعية تمليها الرهانات والتحديات السياسية والإجتماعية والإقتصادية المطروحة على بلادنا.
وأضاف أنها تحديات ورهانات تفرض وجود نخب حزبية مستقلة وديمقراطية قادرة على ترجمة مطالب وتطلعات المجتمع في الديمقراطية والعدالة ومكافحة الفساد وتوزيع الثروة بشكل عادل على أرض الواقع ، هي مطالب وتطلعات تصطدم بوجود كائنات حزبية لا تتزحزح من مكانها ،يرتبط وجودها واستمرارها بسيادة الريع والفساد وتحاول إدامة سيطرتها على القرار الحزبي ومؤسساته التي أصبحت صورية وبدون حياة ،لأن الأقلية الحزبية المتنفذة والمستفيدة تسعى إلى تحويل الحزب إلى هيكل بدون روح.
ولكي يتأتى لها ذلك فإنها تلجأ إلى كل الأساليب ومنها على سبيل المثال تهميش الطاقات الخلاقة والمناضلة بل وطردها ومهاجمتها بكل الوسائل، بما فيها الضرب في الأعراض والشرف ،من طرف أنصار وزبناء استقطبوا للحزب على أرضية الولاء للزعيم الخالد والتقرب منه عن طريق الوشاية والنميمة وإظهار الحب الزائد له حتى ينعم عليهم بفائض الريع والرشوة السياسية.
كنا نترقب أن يشكل تقرير المجلس الأعلى للحسابات حول تورط قيادات حزبية في ريع الدراسات وهدر المال العام وتفكيك شبكة اسكوبار الصحراءومتابعة منتخبين ومسؤولين بجنايات تبديد واختلاس المال العام والتزوير، أن يشكل ذلك صدمة لدى قيادات هذه الأحزاب ،لكن لاشيء من ذلك حصل،فهذه القيادات منفصلة تماما عن المجتمع ومطالبه وانتظاراته ولاتعرفه إلا خلال الإنتخابات وأصبحت عبئا ثقيلا عليه.
قيادات انسلخت عن قواعدها وشرائح المجتمع التي تزعم تمثيلها والدفاع عنها وتخلت عن الحد الأدنى من القيم والمبادئ والأخلاق، وراحت تنتظر إشارات السلطة وما ستنعم بها عليها من عطايا وغنائم لتستمر في مواقعها حتى تورثها لأقاربها وأبنائها وكل الذين يبدون ولاء مطلقا لها ،هي قيادات تستثمر في الريع والفساد والرشوة وتشبيك علاقتها مع بعض مراكز ومواقع القرار ،وهي حقيقة معروفة أكد جزء منها تقرير المجلس الأعلى للحسابات والذي على ضوئه قدمنا في الجمعية المغربية لحماية المال العام شكاية إلى رئيس النيابة العامة والذي نتمنى ان يأمر بإجراء بحث قضائي على ضوء تلك الوقائع لتفكيك شبكة هذه القيادات المتعطشة للريع والفساد لأنها غير مستعدة للتنازل عن مناصبها بأدوات ديمقراطية عبر عقد مؤتمرات حقيقية تتيح للطاقات والكفاءات من الشباب والنساء قيادة الحزب