رفض الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي تدخل النظام الجزائري في شؤون تونس. مؤكدا أن بلاد الياسمين دولة لها أسسها ومقوماتها وشعبها. و و3جدت قبل تأسيس دولة الجزائر، متسائلا عن من نصب تبون وليا على تونس.

 

رد المرزوقي جاء بعد أيام من تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في حوار مع قناة الجزيرة القطرية. والتي أكد فيها أنه لن يتنازل عن الوقوف إلى جانب تونس في أزمتها.

 

وقال المرزوقي إن التونسييون لم يتدخلوا في شؤون الجزائر يوما. “لكن النظام الجزائري يتدخل دائما وأبدا في شؤون البلاد.. هذا ليس سرا، حاربونا بكل الوسائل إبان الثورة، ويعلم الله قداش مشيت لهم وأكدت أننا إخوة”.

 

وكشف الرئيس التونسي السابق أن النظام الجزائري كان يسعى لإخماد ثورة تونس. وذلك تخوفا من انتقال عدوى الثورة والديمقراطية للجزائر.

 

وتعليقا على دعم تبون “اللامشروط” للرئيس المثير للجدل قيس سعيد، قال المرزوقي “هذه دكتاتورية وتريد إبقاء الدكتاتورية في تونس وتدعمها وتخاف من أن ستسقط.. وسنسقطها نحن التوانسة. ولن يستطيع احد إنقاذها لا أنتم ولا غيركم”.

 

واعتبر المرزوقي في تصريحات تلفزيونية أن الجزائر تراهن على الحصان الخاسر. و ذلك في إشارة لقيس سعيد، مضيفا بشكل ساخر “هو غير سوي وغير كفؤ وأيضا هو مجرد كاريكاتور للديكتاتور”.

“الجزائر سبب الكوارث”

ووصف المرزوقي العلاقات المغربية التونسية بالكارثية وذلك بسبب تدخل النظام الجزائري. معتبرا أن هناك أمرا لا يفهمه هذا الأخير هو أن وجود دولة سادسة “أمر مرفوض”. مشيرا أن استقبال غالي كان وراءه مقايضة بين سعيد وتبون.

 

وأضاف في هذا الصدد :”استقبال غالي بشكل رسمي كان بالنسبة لتونس أمر كارثي. لأن تونس وعلى مر السنوات السابقة ومنذ عهد بورقيبة، كانت لا تتدخل في الصراع المغربي الجزائري، بل نحاول تقريب وجهات النظر”.

 

وسجل المرزوقي أن قيس سعيد خرق مبدأ الحياد الذي حافظت عليه تونس وانحاز لطرف دون آخر . “وبالتالي العائلة تفرقت بشكل أكبر وستظل متفرقة. فالاتحاد المغاربي مات نهائيا ولن يعود إلا بعد أن تعود الديمقراطية للجزائر”.

 

وتعيش العلاقات المغربية التونسية، حالة من الجمود، بدأت في 26 غشت الفارط، يوم استقبل الرئيس التونسي قيس زعيم مليشيات الوليساريو. على هامش مشاركته بالدورة الثالثة لمنتدى التعاون الاقتصادي الإفريقي الياباني.

 

واحتجاجا على هذا الاستقبال الأول من نوعه، استدعى المغرب في اليوم نفسه سفيره لدى تونس حسن طارق، للتشاور. معتبرا ما حدث “عملا خطيرا وغير مسبوق”.

 

وقالت الخارجية المغربية في بيان، إن الاستقبال “يجرح بشدة مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية”. معلنةً عدم المشاركة في المنتدى الذي استضافته تونس في 27 و28 غشت.

 

وفي اليوم التالي، ردت تونس بالمثل، إذ استدعت سفيرها لدى المغرب محمد بن عياد للتشاور.

 

وأعربت الخارجية التونسية في بيان، عن “استغرابها الشديد مما ورد في بيان المملكة المغربية من تحامل غير مقبول على الجمهورية التونسية. ومغالطات بشأن مشاركة (البوليساريو) في القمة”.

 

وأضافت الوزارة أن تونس “حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء التزاما بالشرعية الدولية. وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلا سلميا يرتضيه الجميع”.

 

لكن الخارجية المغربية رأت عبر بيان في 27 غشت، أن البيان التونسي حول استضافة زعيم البوليساريو “لم يُزل الغموض الذي يكتنف الموقف التونسي، بل ساهم في تعميقه”. كما اعتبرت أن البيان التونسي “ينطوي على العديد من التأويلات والمغالطات”.

 

ومنذ غشت، ورغم الغضب الذي عبر عن مسؤولون مغاربة من الاستقبال، إلا أن دعوات “حلحلة” الأزمة، ومن الطرفين، لم تتوقف، كان آخرها دعوة الرئيس السابق منصف المرزوقي، الذي أكد أن تجاوز ما وقع ضروري.

 

عن مدار 21