دعا فاعلون صحيون في مقال نشرته جريدة الاحاد الاشتراكي إلى إيلاء النفايات المنزلية ذات الطابع الطبي الأهمية التي تستحقها . والتعامل معها بجدية أكبر بالنظر إلى التداعيات الصحية الخطيرة التي قد تترتب عنها. ونبّه عدد من الخبراء إلى أن هناك أكثر من 6 ملايين مصاب بداء السكري، نموذجا، يتخلّصون من الأدوات التي يستعملونها من أجل قياس نسبة السكري في الدم. إضافة إلى الحقن التي يزوّدون بواسطتها أجسامهم بمادة الأنسولين في صناديق القمامة. شأنها في ذلك شأن الضمادات الملوثة بالدم ومختلف المخلّفات المصنفة ضمن خانة ما هو صحي.
نفايات لا تقف عند هذا الحد، إذ ينضاف إليها عدد مهم من الأدوية المختلفة التي يتم التخلص منها يوميا. في ظل غياب مسطرة واضحة تؤطر هذه الخطوة بشكل يضمن السلامة. والتي تكون عبارة عن أقراص أو محاليل للشرب أو حقن أو غيرها. التي إما تنتهي صلاحيتها أو أنها تصبح غير ذات فعالية لمحدودية أثرها على مستوى الزمن أو لاستمرار حضورها بعد مغادرة بعض المرضى للدنيا. فيتم رميها في صناديق القمامة أو يتم التخلص منها في مجاري الصرف الصحي. أدوية بمكونات كيماوية ومخلفات ملوثة و سامة، تصبح في متناول «النبّاشة» وبين أيدي العاملين في مجال جمع النفايات. تحوم حولها القطط والكلاب بحثا عن الأكل. وتنبش فيها البهائم بدورها بحثا عما تسدّ به رمقها، فضلا عن تحلل بعضها وتسربها إلى باطن الأرض. مما يهدد الصحة بشكل عام والبيئة ويترتب عنه تداعيات، بعضها قد يبدو واضحا في الحين، من خلال الجروح وغيرها. والبعض الآخر يكون مستترا وآثاره السلبية تكون بعدية.

النفايات
ويشدد المختصون على ضرورة الاهتمام أكثر بالنفايات الطبية والصيدلية المنزلية، مع الإشارة إلى ما يعرفه تدبير تلك التي تخلّفها المؤسسات الصحية، المؤطرة بترسانة قانونية تحتاج هي الأخرى إلى التحديث، ويتعلق الأمر بكل النفايات الناتجة عن الأنشطة المتعلقة بالتشخيص والمتابعة والمعالجة الوقائية أو المسكّنة أو الشفائية، في مجالات الطب البشري والبيطري، وكذا الناتجة عن أنشطة المستشفيات العمومية والمصحات ومؤسسات البحث العلمي ومختبرات التحاليل، العاملة في هذه المجالات، وعن كل المؤسسات المماثلة. وأوضحت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن النفايات الملوثة والخطيرة تنطلق من الضمادات، مرورا بالحقن والإبر ومجموع الآلات الحادة، والمخلّفات الدموية، والأعضاء والأنسجة، سواء منها البشرية أو الحيوانية، وكذا الأدوية والمنتجات والمستحضرات الصيدلانية، التي من شأن ملامستها أو الإصابة بوخزة منها أو بجروح نتيجة التعرض لها ولو بشكل خاطئ، التعرض لأضرار متعددة، منبّهة إلى أن هذه المخلفات قد تكون صلبة، أو سائلة أو غازية، ميكروبية وجرثومية، وغيرها.
ويؤكد الأطباء أن النفايات الطبية تعتبر مصدرا مباشرا في انتقال الأمراض المعدية لما تحتويه من عوامل وعناصر تؤدي إلى ذلك، من قبيل الميكروبات، والمواد السامة للخلايا البشرية، والأدوية والمواد الكيماوية الخطيرة، التي تطال تداعياتها الجهاز التنفسي، وتتسبب في الالتهابات الجلدية، وتنقل أمراضا معدية مختلفة، كما تطال تداعياتها الفرشة المائية وتلويث المياه الجوفية بسبب المواد البيولوجية والكيميائية، فضلا عن الانعكاسات السلبية لهذا النوع من النفايات على الغطاء الغابوي والنباتي والأحياء المائية والطيور … مبرزين أنه رغم التعاقد مع شركات خاصة واعتماد تقنيات متعددة وتحديد صناديق مختلفة الألوان بطبيعة النفايات التي يجب رميها فيها، إلا أنه في مراكز صحية في مناطق نائية وقروية يجب بذل كجهود أكبر على غرار الخطوات التي يجب أن يتم بها تأطير التخلص من النفايات الطبية المنزلية، بتعزيز أدوار الصيادلة والتنسيق مع المختبرات المصنعة وكافة المتدخلين لحماية الصحة العامة في إطار سياسة صحية وقائية شاملة.