قال عبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، خلال الجلسة الافتتاحية للمناظرة الجهوية بجهة “الدار البيضاء- سطات ” اليوم الثلاثاء، إن النموذج الجديد للجامعة المغربية الذي نصبو إلى إرساء دعائمه يرتكز في جوهره وآليات تفعيله، على جيل جديد من الشراكات بين الجامعة والفاعلين المؤسساتيين بالجهة والقطاع الخاص .وفعاليات المجتمع المدني من أجل تعاضد الجهود وتسخير الإمكانيات وفق أهداف مشتركة ورؤية موحدة بين كافة الأطراف.

وأوضح أن أولويات الشراكة بين الجامعة والجهة تتضمن،  العمل على تعبئة الإمكانات التي تزخر بها المجالات الترابية، وذلك من خلال تكوينات جامعية تستجيب لمتطلبات التنمية الجهوية والمحلية. كما تشمل هذه الشراكة تطوير البنيات التحتية والخدمات الكفيلة بتعزيز اندماج الجامعة في محيطها الجهوي، سواء تعلق الأمر بالسكن الجامعي أو التنقل أو توفير فضاءات ثقافية وفنية ورياضية بغية الرفع من جودة إطار العيش، فضلا عن دعم برامج الحركية الوطنية والدولية للطلبة الباحثين بالنظر إلى الآثار الإيجابية لهذه البرامج على جودة المنظومة ككل.

وأضاف الميراوي، أنها هي نفس الأهداف المتوخاة من العلاقة المتجددة بين الجامعة ومحيطها السوسيو-اقتصادي سواء من حيث اعداد الكفاءات الضرورية لدعم تنافسية المقاولة  أو عبر تطوير البحث العلمي في إطار برامج مشتركة لدعم قدرات الابتكار وتحفيز النسيج الاقتصادي على الاستثمار في المجالات الواعدة المدرة للقيمة المضافة. وذات الأثر الإيجابي من حيث جذب الاستثمارات الدولية.

وأكد ميراوي، أن الدور التنموي للجامعة لا يقتصر على مواكبة التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجالات الترابية، بل يشمل أيضا النهوض بالقيم المجتمعية، وذلك من خلال إشعاع قيم المواطنة والحس المدني بالإضافة إلى تثمين الرصيد التاريخي والثقافي والفني للجهات ، والانخراط في المبادرات الهادفة الى تعزيز التماسك الاجتماعي و الحفاظ على التوازنات البيئية والحرص على استدامة الموارد الطبيعية.

وأضاف في المناظرة المذكورة، إن تواجده  اليوم بجهة الدار البيضاء- سطات، القلب النابض للاقتصاد الوطني، وبالنظر إلى الرهانات والتحديات الحالية والمستقبلية التي تسائل المسار التنموي لهذه الجهة، فإن هذا يحيل على الدور المحوري الذي بإمكان أن تلعبه الجامعة في مجال تعبئة المزايا التنافسية، سواء تعلق الأمر بإعداد الكفاءات أو تطوير قدرات الابتكار لفائدة القطاعات الإنتاجية، دون إغفال دور الجامعة كفضاء لترسيخ قيم المواطنة والتماسك الاجتماعي خصوصا بالنسبة لقطب حضري في حجم مدينة الدار البيضاء.

ويكتسي هذا الأمر ، وفق ميراوي دائما، أهمية بالغة بالنظر إلى الانفتاح الاقتصادي الكبير للجه على الخارج وما يترتب عن ذلك من ضغوط تنافسية في عدة قطاعات من المتوقع أن تزداد حدتها خلال السنوات المقبلة. ويشكل الارتكاز على أقطاب جامعية ذات جودة عالية أحد الدعائم التي بإمكانها تعزيز قدرة الاقتصاد الوطني على الصمود ودعم تنافسيته وجاذبيته، سواء تعلق الأمر بالأنشطة الصناعية أو بالأنشطة ذات الصلة بمجال الخدمات المالية والتجارية.

وخلص المسؤول الحكومي بالقول، أن كل هذه المحاور تشكل الإطار العام الذي على ضوئه سيتم استعراض الأولويات التنموية للجهة كما تم رصدها خلال جلسات الاستماع والمشاورة، والتي ستكون محط نقاش ضمن الموائد المستديرة المبرمجة خلال هذه المناظرة.