تراجعت أسعار القمح العالمية بأكثر من 100 دولار . مقارنة بأعلى سعر سجّلته خلال العام الجاري البالغ 438.25 يورو للطن (462.5 دولار أمريكي) في 17 ماي الماضي. وفقًا لسعر الصرف آنذاك، على خلفية تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.

وبلغ سعر طن القمح خلال تعاملات يوم الخميس 14 يونيو 2022 نحو (332.30) يورو. أي ما يعادل (334.37 دولار). قبل أن يرتفع مرة أخرى إلى 338.28 يورو (340.39 دولار) للطن الواحد.

لماذا انخفضت أسعار القمح وعادت إلى مستويات ما قبل الحرب؟

هناك عدة أسباب أدت إلى انخفاض أسعار القمح بشكل تدريجي منذ نهاية شهر يونيو 2022. حتى وصلت إلى هذا المستوى، والتي قد تستمر بالهبوط إذا تم تطبيق الاتفاق التركي الروسي الأوكراني على استئناف تصدير شحنات القمح العالقة من موانئ البحر الأسود.

 ضغط المحصول الجديد

يقول محللون، إن أسعار صادرات القمح انخفضت بسبب الضغط من المحصول الجديد، الذي بدأ المزارعون حصده للتو في روسيا و أوكرانيا. ويتوقع المحللون أن تنتج روسيا محصولًا هائلًا خلال العام الجاري،.وبكميات قياسية متاحة للإمداد إلى الخارج.

وتوقّعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، في بداية شهر يونيو الماضي. ارتفاع المخزونات العالمية من القمح بقدر طفيف هذا العام. ويرجع ذلك أساساً إلى تراكم المخزونات المنتظرة في الصين وروسيا وأوكرانيا.

 تخفيض الضرائب على تصدير القمح

خفضت روسيا، التي يفرض عليها الغرب عقوبات، بشكل حاد من الضرائب على صادرات القمح الحبوب منذ مطلع يوليو 2022. وذلك لدعم شحنات في موسم تسويق يونيو و يوليوز.

وقال معهد دراسات السوق الزراعية، إن أسعار محصول القمح الجديد، الذي يحتوي على بروتين بنسبة 12.5%. وكذلك أسعار التوريد من موانئ البحر الأسود انخفضت بما بين 25 إلى 375 دولاراً للطن على ظهر الباخرة بنهاية الأسبوع الماضي. وفق تقرير لوكالة رويترز.

وأوضحت شركة سوفكون لأبحاث الأسواق الزراعية في منطقة البحر الأسود أن أسعار شحنات القمح للتوريد في يوليوز و غشت 2022. هبطت إلى ما دون 375 دولاراً للطن، مقارنة بـ400 دولار في الأسبوع السابق.

 تراجع الأسعار في بورصة شيكاغو

ومما ساهم في تراجع أسعار القمح أيضاً انخفاض الأسعار في بورصة شيكاغو للحبوب. بحسب تقرير لصحيفة The Economic Times، حيث تراجع سعر القمح بختام التداولات في بورصة شيكاغو للحبوب. مساء الأربعاء 13 يوليو/تموز 2022، وانخفضت عقود القمح الآجلة الخاصة بشهر يوليوز الجاري بنحو 3.25 سنت للبوشل الذي أصبح 798.25 سنت. كما هبطت عقود شهر شتنبر المقبل بقيمة 3.5 سنت للبوشل. ليصبح سعر البوشل 810.75 سنت.

الاتفاق على استئناف تصدير القمح الأوكراني

مما أسهم بشكل كبير في خفض أسعار القمح أيضاً، هو احتضان إسطنبول اجتماعاً عسكرياً بمشاركة مسؤولين من تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة. يوم الأربعاء 13 يوليو لمناقشة نقل الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود.

وأسفرت المحادثات الإيجابية بين هذه الأطراف، عن اتفاق لتشكيل مركز تنسيق لضمان سلامة ممرات الشحن. وفق وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار. وسيتم توقيع اتفاق الأسبوع المقبل عندما تجتمع جميع الأطراف مرة أخرى. إذ اتفقت الأطراف على ضوابط مشتركة لفحص شحنات الحبوب في الموانئ، وفق أكار.

وكان الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان قد اقترح في وقت سابق، أن تعيد بلاده تصدير الحبوب مثل القمح والشوفان والشعير من البحر الأسود للدول التي تحتاج إلى تلك الشحنات بعد محادثات تجري مع روسيا وأوكرانيا. إذ أضاف أردوغان أنه سيناقش الأمر مع الدولتين في الأيام القليلة المقبلة.

كما تابع قائلاً، في تصريحات له بشأن الأزمة. إن 20 سفينة تركية جاهزة للمشاركة في نقل الشحنات المحتملة. وتابع قائلاً إنه بعد إجراء محادثات مع زعيمَي أوكرانيا و روسيا. “يمكننا أن نرسل القمح والشعير والشوفان وزيت دوار الشمس وكل الشحنات للدول التي تحتاجها. من خلال تنفيذ إعادة للتصدير من خلالنا”.

 العامل الجوي الجيد

يقول تقرير لموقع Quartz الأمريكي إن أسعار الذرة وفول الصويا بدأت في الانخفاض منذ نهاية شهر يونيو المنصرم. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى توقعات الطقس الملائم لهذه المحاصيل.

وتقول شركة سوفكون إن الأحوال الجوية والمناخية كانت مواتية للمحصول الجديد خلال الأسابيع الماضية مع هطول أمطار صحية في أكثر المناطق إنتاجاً. وأضافت أنه مع ذلك، قد يشهد جزء من جنوب روسيا، سلة الخبز، مزيداً من الأمطار هذا الأسبوع. وهو أمر غير مرحب به في هذه المرحلة لأنه قد يؤدي إلى تدهور جودة محصول القمح الجديد الذي يتم حصده.