“كيف أنساهم و هم فلذات كبدي..” بهذه الكلمات بدأت سيدة مُسنة تعيش داخل مقابر الشيخ رفعت بشرق النيل في محافظة بني سويف المصرية. بجوار قبور أولادها الأربعة بعد أن لقوا مصرعهم في حريق شب داخل منزلهم عام 1990 منذ ما يقرب من 33 عاما. ومنذ ذلك الوقت و “أم أيمن” وهى تجلس داخل المقابر بجوارهم لا تفارقهم لحظة واحدة.

أم أيمن أم أيمن

تقول السيدة نادية عبد الحميد سيد وشهرتها «أم أيمن» البالغة من العمر 75 عامًا لوسائل إعلام مصرية:”إنها لديها 5 أبناء فقدت منهم 4 في ذلك الوقت.  وهم: سيد بالصف الأول الثانوي، وهدى بالصف الثالث الإعدادي، وإيمان بالصف الأول الإعدادي. وهند بالصف الرابع الابتدائي. حيث تسترجع بالذاكرة إلى الوراء ما حدث في ذلك الوقت على الرغم من سنها الكبير. إلا أنها لم تنسى ما حدث صابرة محتسبة أولادها عند الله”.

وأضافت أم أيمن، أن تفاصيل الحادث يرجع إلى نشوب حريق هائل نتيجة تسرب غاز من أسطوانة بوتاجاز صغيرة في ذلك الوقت.  وقبل شهر رمضان عام 1990 حيث اشتعل الحريق في المنزل. مما أدى إلى مصرع أبنائها الأربعة و3 سيدات من الجيران حاولوا السيطرة على الحريق ليفارقوا السبع الحياة.

أم أيمن أم أيمن

وأوضحت السيدة المكلومة، أنها من ذلك الوقت وتجلس بجوار أولادها داخل المقابر بالأيام المتواصلة تشعر بالراحة النفسية.  تتحدث إليهم ويتحدثون إليها كل ثانية . وتتكلم معاهم على حسب كلامها. مؤكدة أنها رأتهم جميعًا في المنام  يتكلمون معها . فلا تستطيع أن تنساهم يومًا أو يغيبون عنها. وأنها بنت غرفة صغيرة داخل المقابر لتجلس بجوارهم. وأنها تعرضت للعديد من المواقف طوال تلك الفترة لكنها لم تجزع صابرة محتسبة عند الله أولادها وأن يرزقهم الله بالجنة.

أم أيمن

وفي نهاية الحديث قالت السيدة أم أيمن، إنها لم تستطع أبدًا طول تلك السنوات الماضية أن تفارق قبور أبنائها الأربعة. لافتة إلى أنها أوصت بدفنها بعد الوفاة بجوار أبنائها الأربعة حتى تشعر بالراحة ولا يفارقوا بعض