ذا غارديان.. الانستغرام وقِوَادة الاستغلال الجنـ.سي للأطفال

 

كشف تحقيق أجرته صحيفة ذا غارديان البريط انية أن منصة إنستغرام استُخدمت للترويج للعنف والاستغلال الجنسي، من قبل أشخاص يقدمون أنفسهم على أنهم “قوّادون”.

و رصدت الصحيفة البريطانية التي تتبعت طيلة العام الماضي، حسابات “إنستغرام” تستضيف محتوى يروج للاستغلال الجنسي، وكذلك العنف ضد النساء تحت إشراف أشخاص يتاجرون بآخرين جنسياً. مسجلة انتشاراً واسعاً لمنشورات تروّج للإساءة ضد النساء، بما في ذلك الصفع والضرب والخنق والحرمان من الطعام. وفي منشورات متعددة، يُشار إلى النساء بصفة “العاهرات”.

وأوضح تقرير الغارديان أنه غالباً ما تستخدم هذه الحسابات وسوماً وعبارات رمزية مرتبطة عادةً بالعمل الجنسي، لتسهيل تحديد موقعها للـ”زبائن”. مشيرا إلى رصد المتاجرين بالأطفال المدانين استخدموا “إنستغرام” للترويج لأنشطتهم.

على سبيل المثال، تشير وثائق محاكمة أريون جاكسون (25 عاماً) إلى أن “إنستغرام” أتاحت له الوصول بسهولة إلى المراهقات اللاتي استدرجهن عبر الإنترنت ثم تاجر بهن جنسياً. وتفيد وثائق المحكمة بأنه هدّد ضحاياه بتعنيفهن وأجبرهن على جني ألف دولار يومياً من العمل الجنسي. أُدين جاكسون لاحقاً بتهمة الاتجار بالأطفال، ويقضي الآن عقوبة بالسجن لمدة 27 عاماً.

وخلال محاكمة جاكسون، تبيّن أيضاً أنه استخدم “إنستغرام” للترويج لنفسه كـ”قوّاد” من خلال حسابات متعددة. وتشمل الأدلة المقدمة إلى المحكمة أثناء محاكمته منشوراً على “إنستغرام” على حسابه الشخصي يعرض صورة من الأوراق النقدية بقيمة 100 دولار و20 دولاراً ودولار واحد، مع تعليق: “من الليلة الماضية فقط… لقد فعلت ما فعلته الليلة الماضية”.

وتوضح الوثائق كيف واصل جاكسون إدارة عمليات الاتجار بالجنس عبر هاتف ذكي بعد إلقاء القبض عليه وسجنه.

وأجبر كيفوندريك فيزيا (28 عاماً) ضحاياه على التقاط صور بملابسهن الداخلية في غرف الفنادق التي تبرز مواقعها بوضوح عبر “إنستغرام”. حُكم على فيزيا بالسجن 27 عاماً.

ميتا المالكة “إنستغرام” تردّ

 

تنص سياسات حماية الطفل عبر الإنترنت الخاصة بشركة “ميتا”، المالكة لـ”إنستغرام”، على ما يلي: “لا نسمح بالمحتوى الذي يستغل الأطفال جنسياً أو يعرّضهم للخطر. عندما ندرك وجود استغلال جنسي واضح للأطفال، نقوم بإبلاغ المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين (في بريطانيا)، الذي ينسّق مع سلطات إنفاذ القانون من جميع أنحاء العالم”.

وتنص سياسات “ميتا” الخاصة بالاستغلال الجنسي للبالغين على أنها تزيل المحتوى الذي يصوّر أو يهدد أو يروّج للعنف الجنسي أو الاعتداء الجنسي أو الاستغلال الجنسي للبالغين.

ومع ذلك، فإن الأنشطة المرتبطة بالاتجار بالأطفال، على حسابات جاكسون وفيزيا على “إنستغرام”، لم يرصدها برنامج إدارة المحتوى أو الموظفون التابعون لشركة ميتا، وتواصلت لأشهر عدة. ولم تُنبَّه سلطات إنفاذ القانون إلى جرائمهم إلا عندما اتصل الناجون وعائلاتهم بالشرطة.

ونتيجة للتحقيق الذي أجرته “ذا غارديان”، أغلقت “ميتا” بعض حسابات “إنستغرام” هذه، ومنعت المستخدمين من البحث عن الوسوم والرموز التعبيرية المرتبطة بحسابات “القوادة”، والتي استُخدمت في أكثر من 350 ألف منشور.

بيدوفيليون على “إنستغرام”… كل الطرق مسهّلة

وقال متحدث باسم “ميتا”: “نحن نحظر باستمرار الوسوم التي تنتهك قواعدنا حتى لا يتمكن الأشخاص من البحث عنها، بما في ذلك الوسوم التي تم الإبلاغ عنها بواسطة ذا غارديان”.

وأضاف موضحاً: “من المهم التمييز بين الاستغلال الجنسي الذي نزيله باعتباره انتهاكاً واضحاً لقواعدنا، والمحتوى الذي يناقش مواضيع منتشرة في الثقافة الشعبية. على سبيل المثال، فإن غالبية المحتوى الموجود تحت وسم #pimp (قواد) يدور حول الكوميديا أو الملابس أو الموسيقى”.

وقالت “ميتا” في بيان: “إن استغلال الأطفال جريمة مروعة، ونحن نعمل بقوة لمكافحتها داخل منصاتنا وخارجها. في الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، اتخذنا إجراءات بشأن أكثر من 18 مليون محتوى استغلال جنسي للأطفال، بما في ذلك ما نشر عبر قصص إنستغرام”.

وأكدت أنها لم تسمح للمتاجرين بالجنس المدانين باستخدام منصاتها وحذفت حسابات جاكسون على “إنستغرام”، بعدما تواصلت صحيفة ذا غارديان معها.

هل يروّج “إنستغرام” لـ”ثقافة القوادة”؟
وفقاً لخبراء سلامة الأطفال، فإن الأخطار التي يتعرّض لها الأطفال والمراهقون من الحسابات التي تروج للاستغلال الجنسي و”ثقافة القوادة” يجب أن تؤخذ على محمل الجد لضمان حماية صغار السن الضعفاء بشكل أفضل عبر الإنترنت.

ونقلت الصحيفة عن المديرة التنفيذية لمنظمة “حياتي اختياري” غير الربحية لدعم الناجين من الاستغلال الجنسي، ليزا غولدبلات غريس: “لقد خلقنا ثقافة تُمجَّد فيها القوادة، حيث يُنظر إلى المستغلين الذين يرتكبون هذا الشكل الفظيع من العنف والسيطرة على أنهم أشخاص يستحقون تقليدهم”.

وقالت الخبيرة والناشطة ضد الاتجار بالأطفال، تينا فرونت، إنها حاولت تنبيه شركة ميتا وغيرها من شركات وسائل التواصل الاجتماعي إلى مخاطر حسابات القوادين ومواقع التواصل الاجتماعي، والروابط المحتملة لمحتوى الاستغلال الجنسي والتهريب.

وأوضحت فرونت: “من خلال تجربتي، عندما ترى هذه الوسوم، فإن القوادين هم في الواقع من يديرون هذه الحسابات. إنهم يجنّدون عبر الإنترنت بشكل يومي. هناك تأثير للدعاية التي ينشرها القوّادون. إنهم يجعلون الأمر يبدو مضحكاً عندما يكون حقيقة واقعة. إنهم ينزعون حساسية الناس حتى لا يفهم الشباب ما الذي يتورطون فيه”.

 

 

عن موقع العربي الجديد