غير بعيد عن شمال مدينة سطات، وبتراب جماعة سيدي العايدي، ووسط تجمعات سكانية. هناك شيدت في وقت سابق محطة لمعالجة المياه العادمة القادمة من قلب مدينة سطات. لتختلط بتربة التيرس الخصبة مشكلة بذلك قبلة للحشرات الضارة. والزواحف القاتلة من ثعابين وأفاعي. بالاضافة إلى تضرر الفرشة المائية، ليتحول معها الجو صيفا إلى جحيم لايطاق حيث أسراب الباعوض. والروائح النثنة تملأ الأرجاء وتكسر هدوء ليل المنطقة التي تضم بين ثناياها أناس طيبين كرماء.  معظمهم بات يعاني معاناة حقيقية من تداعيات هذا الوضع الذي ساهم بشكل كبير في تلوث البيئة ومياه الآبار الجوفية نتيجة التسربات التحتية . والمخاوف من ظهور بعض الأمراض الجلدية والتنفسية خاصة في صفوف الأطفال .

”هبة بريس” زارت المكان، ورصدت جانبا من عملية سقي بعض المزروعات والخضروات من قبيل ” الذرة ،القرع، أشجار الزيتون “. بهذه المياه العادمة القادمة من محطة المعالجة. فيما أبدى مواطنون كثيرون مخاوفهم من  محتويات هذه المياه على صحة المواطنين جراء تناولهم لمنتجاتها.

بالجهة الأخرى، حيث العديد من ساكنة دواوير ” الورارقة ، غرابة ، أولاد ساعد … “، عبروا عن غضبهم الشديد . من تحول منطقتهم –التي كانت تعتبر من المناطق المفضلة لزوارها لقضاء عطلهم الأسبوعية- إلى فضاء يعج بالحشرات والروائح الكريهة.  مناشدين المسؤولين على الصعيدين المحلي والوطني بالتدخل لوقف معاناتهم اليومية ، كما يطالبون بإرسال لجان محايدة مختصة في مجال المحافظة على البيئة. للوقوف على مدى احترام المعايير المتفق عليها في هذا الباب لتقييم الوضع الذي يُسائل حماة البيئة.