تعرف تذاكر الطيران في فصل الصيف إرتفاعا جد ملموسا يقدر بضعف الثمن الذي تعرفه في الفصول الأخرى . مستغلة توافد الجالية المغربية لقضاء عطلة الصيف بين الأحباب و العائلة بالمغرب .

و قد تبين بأن بعض الشركات الطيران أكتر احتكار فلن نغوص في ذكر أسماء لكننا سنكتفي خلال هاته المرحلة بإعطاء إشارات واضحة لمن يهمهم الأمر. و التي تعتبر في بعض البلدان الرابط الوحيد بين المغرب و بلد المهجر مما يجعلها تتحكم في ثمن التذاكر غير مراعية للظروف الإقتصادية. و التي تعاني منها الجالية المغربية من بطالة و أزمات إقتصادية .

فعلاوة “على ما يكلف الجالية المغربية السفر إلى المغرب من تضحيات وإقتطاعات من قوت أبنائها يتحملون عبئ أسعار التذاكر.  التي بلغت مع مطلع الصيف إلى أكثر من الضعف ..علما بأن معظم الأسر لا يقل عدد أفرادها عن أربعة أشخاص إن لم يكن اكثر.

ولتوضيح ما يحمل هذا الغلاء الفاحش في تذاكر السفر من أخطار على مستقبل أبناء الجالية ومجهوداتها في ربطهم ببلدهم الأصلي.  ولو عبر عطل سنوية لا تتجاوز الشهر فإننا نكاد نجزم ان العديد من الأسر بدأت تستغني عن السفر إلى الوطن مفضلة قضاء عطلة الأبناء الصيفية ببعض الأماكن كإسبانيا ، تركيا و البرتغال . فإذا كان أبناء الجيل الأول لا يزالون على الارتباط بوطنهم وبكل ما يشكله لهم المغرب من معاني . فإن خطر زوال هذا الإرتباط قائم جدا بالنسبة لأبنائهم إن لم تساهم الحكومة وشركة الطيران في تخفيف ما يواجههم من صعوبات. دونما أن ننسى أن مردودية المهاجرين المغاربة على الإقتصاد الوطني لا تقل عن تلك التي تساهم بها باقي جاليتنا المهاجرة بالعالم.

إن خوفنا أن ينفك العقد الذي يربط جاليتنا بوطنها مكرهة ومجبرة بفعل غلاء أسعار تذاكر السفر فتتحول رحلات الجالية المغربية إلى المغرب إلى مسألة قدرة مادية . قد تتوفر وقد تغيب فالأجيال القادمة قد لا تجد ضرورة لهذا السفر .

ونحن نحمل المسؤولين عن بعض الشركات والمسؤولين في مراكز الدولة ضمان إرتباط أجيالنا القادمة ببلدها ايا كانت المسافات. كما سيسهام خفض هذه الأسعار في تحريك عجلة النشاط السياحي من و إلى المغرب إذ ليس كل السياح على نفس الإمكانيات المادية. فعوض الحديث عن إشراكهم في البنية السياسية والإقتصادية لوطننهم سيكونون سعداء لو خففت عليهم أعباء زيارة الوطن ولقاء الأهل والأحباب ولو لمرة واحدة كل السنة.”

إذن شركات الطيران مسؤولية عن قتل الرغبة لدى المهاجرين المغاربة في زيارة بلادهم، ودفعهم لقضاء إجازاتهم في الدول المجاور. بسبب خدماتها الرديئة المنتهجة منذ عقود، والقائمة على البيروقراطية في التعامل وتطبيق أسعار خيالية.  ويذكر أن سعر التذكرة عبر هده الشركات تعتبر الأغلى في العالم. و نشير بهذا الخصوص إلى أن السفر إلى المكسيك في رحلة تدوم عشر ساعات، لا تكلف سوى 700 أورو في حين تذكرة رحلة على متن هده الشركات و لمدة 3 ساعات تكلف 500€ و ما فوق .

كما استغرب سياسة الشركة في تنظيم الأسعار، والتي تقوم على رفعها في أوقات الذروة على غرار فصل الصيف. بنسب تصل إلى 100 بالمائة، مقابل خفضها في فصل الخريف بنسبة 20 بالمائة،

و إن ربط المغاربة بوطنهم الأم، لا يمكن أن يتم بهذا الأسلوب وهذه المعاملة، حيث يجب القيام بتحفيزات بينها تخفيض أسعار تذاكر السفر، و خصوصا النقل الجوي . وتحسين خدمات الاستقبال على مستوى الموانئ والمطارات، وإجبار مصالح الجمارك على تقديم تسهيلات للمغاربة. لكي يساهموا في توطيد العلاقة بين المغرب و جاليته في الخارج.

وفي حالة لم تستجب الشركات، فان عدد كبير من افراد الجالية بايطاليا سيتوجهون بندائهم لجلالة الملك محمد السادس نصره الله أب الجالية الحنون و الحريص على مصالحها. ليعطي تعليماته من أجل خفض أثمنة التذاكر.

 

عن هبة بريس