يقول علماء إن السعادة تعني قبول التجارب السلبية وامتلاك المهارات اللازمة لإدارتها والتعامل معها. واستخدامها لاتخاذ قرارات أفضل لاحقًا. وإنه من الممكن أن يزيد المرء من شعوره بالسعادة في خطوات بسيطة. وفق تقرير لموقع (سي نت CNET) التعليمي الأمريكي.

وبحسب أستاذة علم النفس في جامعة ييل الدكتور لوري سانتوس، والتي تدرس تدريبًا مجانيًا على منصة كورسيرا يُدعى (علم الرفاهية). فإن هناك اعتقادا خاطئا أن السعادة متأصلة ولا يمكننا تغييرها.

وتضيف “لكن العلم أثبت أن ظروفنا وكم نملك من أموال، أو الوظيفة التي لدينا، أو الممتلكات المادية التي بحوزتنا- تؤدي دورًا أقل أهمية في مدى سعادتنا مما نعتقد. لكن المثير في الأمر أن يكون المرء قادرًا على التحكم في جزء من سعادته”.

وفيما يلي 5 تمارين أظهرت الدراسات السريرية أنها تحسن من شعور الإنسان بالسعادة والرفاهية:

تعزيز الاتصال الاجتماعي

وجدت دراسات متعددة أن الاتصال الاجتماعي هو العامل الأكبر الذي يؤثر على السعادة، ومن بينها دراسة هارفارد لتنمية البالغين، والتي استمرت لأكثر من 80 عامًا في متابعة حياة مئات المشاركين.

واكتشف الباحثون أن العلاقات الوثيقة (مع الأزواج والعائلة والأصدقاء وأفراد المجتمع) هي العامل الأكبر في إبقاء الناس سعداء طوال حياتهم. كما أن الأشخاص ذوي العلاقات القوية يكونون أكثر سعادة، وأكثر صحة جسديًا وعقليًا. من أولئك الذين هم أقل ارتباطًا.

ووجدت دراسة هارفارد أن المكونات الأخرى لحياة طويلة وسعيدة تشمل عدم التدخين أو تعاطي الكحول. وممارسة الرياضة بانتظام وإيجاد التوازن بين العمل والحياة.

الانخراط في أعمال الخير

ابحث عن طرق لأداء أعمال لطيفة صغيرة وعشوائية خلال يومك، ويمكن أن تكون هذه الأفعال بسيطة بشكل لا يصدق. مثل مدح شخص غريب في محل البقالة على قميصه أو صنع القهوة لزوجتك قبل العمل. أو مشاركة زميل لك في العمل لا تتحدث معه عادةً في دردشة ودية.

فوفقًا لسلسلة من الدراسات، فإن القيام بأفعال عشوائية من اللطف يزيد من الشعور بالسعادة ويقلل من الاكتئاب والقلق.

التعبير عن الامتنان

دوّن ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لها في نهاية كل يوم ولماذا حدثت -وهي خطوة تستغرق فقط 3 دقائق. فهذا يؤدي إلى زيادات الشعور بالسعادة طويلة المدى وانخفاض أعراض الاكتئاب. وفقًا لدراسة أجريت عام 2005 في جامعة بنسلفانيا.

ولا يهم حجم هذه الأشياء أو أهميتها- فقط قم بتدوينها في دفتر ملاحظات أو على الهاتف أو في أي مكان. وعلى سبيل المثال، يمكنك كتابة “أنهيت بحثا عملت بجد فيه، تحدثت جيدًا مع صديقي لأنه اتصل بي. ذهبت في نزهة ورأيت بعض الكلاب اللطيفة”.

والهدف من ذلك هو تدريب عقلك على التوجه إلى الأجزاء الجيدة من حياتك. بدلاً من توجيه انتباهك إلى الأشياء المسببة للتوتر أو المزعجة بحسب العلماء.

ممارسة اليقظة

يقول باحثون إن تمارين مثل التأمل تدرّب العقل على التركيز على الحاضر بدلاً من الماضي أو المستقبل. مما يزيد من مشاعر قبول الذات وفقًا لدراسة أجريت عام 2011 ونشرت في المجلة الدولية للرفاهية.

تقول إليزابيث دن أستاذة علم النفس في جامعة كولومبيا “الفكرة هي أن تكون حاضرًا، لا تحكم على عواطفك، بل تعرف عليها”.

ممارسة التعاطف مع الذات

قد يكون هذا هو العنصر الأكثر صعوبة في القائمة إذ يميل الغالبية إلى معاقبة الذات عند التعامل مع النكسات والفشل. لكن النقد الذاتي المفرط يعيق تحقيق الأهداف.

وهناك 3 أجزاء لممارسة التعاطف مع الذات: كن حاضرًا في اللحظة بدلاً من التركيز على الماضي أو النظر بقلق إلى المستقبل. وافهم أن الانتكاسات هي جزء من كونك إنسانًا. وابتكر صوتًا داخليًا دافئًا وداعمًا بدلاً من الصوت العدائي الذي ينتقد الذات.